بغداد- ترجمة

كشفت صحيفة (ذا كرايدل) الامريكية في تقرير نشرته، الجمعة، عن وجود "ضغوط شديدة" تمارسها الإدارة الامريكية بحق الوفد العراقي الذي يزور واشنطن حالياً.

وقالت الصحيفة، بحسب ما ترجمت (بغداد اليوم)، ان :"الوفد العراقي رفيع المستوى الذي يزور واشنطن الآن برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين، قرر تمديد زيارته الى واشنطن لأجل غير محدد".

وأضافت ان المفاوضات الحالية بين الجانبين تواجه "صعوبات" بسبب "الضغوط والتهديدات التي تصدر عن واشنطن". 

وأشارت الصحيفة الى، أن "واشنطن باتت تستخدم سياسة (الجزرة والعصى) في التعامل مع الوفد العراقي فارضة ضغوط هائلة على الوفد وشروط تُقيد من تعاملات العراق التجارية مع دول عديدة وخصوصا ايران، حيث تستهدف واشنطن قطاع الطاقة العراقي وتحاول ابعاد تعاون العراق مع ايران في هذا القطاع المهم"، بحسب وصفها.

وتابعت، كما "يحاول الوفد العراقي الآن وبكل الطرق الحصول على إلغاء أو تخفيف للعقوبات التي فرضتها واشنطن على القطاع المصرفي العراقي".

وبينت الصحيفة الامريكية، أن "واشنطن باتت تهدد الاقتصاد العراقي برمته من خلال تلك العقوبات، حيث تواجه الحكومة العراقية خطر التعرض لأزمة اقتصادية هائلة ستؤدي الى انهيار في قيمة الدينار العراقي" حسب تعبيرها.

وأشارت الى، ان واشنطن باتت تستخدم التهديد الاقتصادي ضد الحكومة العراقية لـ "اجبارها على الخضوع للإملاءات الامريكية في عدة مجالات، أهمها قطاع الطاقة، الذي تحاول السيطرة عليه وإخراج ايران كليا منه" على حد ما نشرته الصحيفة.

وأكد مسؤول في الحكومة العراقية رفض الكشف عن هويته، للصحيفة، ان العراق "أجبر" على التفاوض بصيغ ومحاور خارجة عن الاطار الاقتصادي" مبيناً "كان من المفترض ان تلتزم المفاوضات ببنود التعاون بين البلدين ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي، لكن ما نعلمه ان المباحثات حتى الآن اقتصرت على إملاءات أمريكية فقط" بحسب وصفه. 

ولفتت (ذا كرايدل) الى، ان مسؤولا كرديا ضمن الوفد العراقي صرح لها، بان المفاوضات التي قام بها الوفد العراقي مع وزير الخارجية الامريكية انتوني بلينكن تضمنت "مواضيع سياسية خارجة عن أهداف زيارة الوفد" مبينا، ان الحديث مع الأمريكيين أقتصر حتى اللحظة على الرغبات الامريكية دون وجود أي "قوة او أدوات تفاوض" لدى الوفد العراقي.

يشار الى ان البيان المشترك للجنة التنسيق العليا العراقية - الامريكية صدر بساعة متأخرة من ليلة الأربعاء الماضي بعد مفاوضات طويلة للوفد العراقي في واشنطن حول عدة ملفات ابرزها الملف المالي والاقتصادي.

ورحبت الولايات المتحدة وفقاً للبيان "بجهود الحكومة العراقية في سن الإصلاحات الاقتصادية، وأيضاً الإصلاحات في مجال السياسة النقدية، وتحديث القطاع المصرفي والمالي، ومكافحة الفساد، ومنع التلاعب بالنظام المالي- الإجراءات التي من شأنها أن تساعد في تعزيز الآفاق الاقتصادية للعراق، بما في ذلك تعزيز الأسواق المالية وأسواق الصرف".

وجدد الوفد الأمريكي "دعمه لجهود العراق المستمرة لبناء القدرات الفنية وتنفيذ المعايير الدولية لحماية النظام المصرفي من الجرائم المالية وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب".

كما أكد الجانبان "العزم على مواصلة العمل معاً لتحديث النظام المالي في العراق من أجل تحسين أوضـاع الشعب العراقي".