تقديرات أميركية بشأن موعد "حسم" الحرب وصفارات الإنذار تسبق قمة أوروبية في كييف
عربي ودولي | 3-02-2023, 17:24 |
بغداد اليوم - بغداد
دوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا بما فيها العاصمة كييف، وذلك قبيل انطلاق قمة أوروبية أوكرانية بحضور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ويرافقها وفد أوروبي يضم 15 مفوضا ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
وتبحث القمة ملفات، من بينها انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، والدعم العسكري والمالي والاقتصادي لكييف، إلى جانب التعاون في قضايا الإعمار والإغاثة والطاقة والأمن الغذائي.
وكان المسؤولون الأوروبيون قد عقدوا اجتماعا مع الحكومة الأوكرانية بحثوا خلاله تنسيق الجهود لدعم كييف.
وبينما كشفت الاستخبارات الأميركية عن تقديرات جديدة بشأن المدة اللازمة لحسم الحرب في أوكرانيا أحرزت القوات الروسية تقدما في منطقة دونيتسك، وتوعد مسؤول روسي كييف بهزيمة ساحقة.
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) وليام بيرنز أمس الخميس إن الوكالة تعتقد أن الأشهر الستة المقبلة ستكون "حاسمة للغاية" في تحديد النتيجة النهائية للحرب بأوكرانيا.
وأضاف بيرنز في نقاش بجامعة جورج تاون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يراهن الآن على الوقت، وأن بإمكانه سحق الأوكرانيين، كما أنه يراهن على إرهاق أوروبا سياسيا وتشتيت انتباه الولايات المتحدة، لكنه اعتبر أن هذه الحسابات الروسية معيبة للغاية شأنها في ذلك شأن قرار شن الحرب على أوكرانيا.
وتابع المسؤول الأميركي أن واشنطن لا تعتقد أن بوتين جاد بشأن المفاوضات لوقف الحرب الدائرة منذ نحو عام.
وبالتزامن، قالت فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية للجزيرة إن من المهم أن تسيطر أوكرانيا على أجوائها للدفاع عن أراضيها، وإن الولايات المتحدة ستواصل مساعدتها لطرد الروس من أراضيها.
وفي السياق، نقلت صحيفة "بوليتيكو" (Politico) عن مصادر مطلعة أن 4 مسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أخبروا لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب في إفادة سرية أنه من غير المرجح أن تتمكن القوات الأوكرانية من استعادة شبه جزيرة القرم -التي ضمتها روسيا عام 2014- في المستقبل القريب.
وكان مسؤولون أوكرانيون قالوا إن أوكرانيا تطمح لاستعادة القرم بحلول الصيف المقبل في إطار هجمات مضادة تنوي إطلاقها بدعم من الأسلحة الثقيلة التي وافقت القوى الغربية على إرسالها، بيد أن موسكو حذرت من أنها سترد على ذلك بقوة.
هجوم واسع
في هذه الأثناء، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن روسيا تخطط لشن هجوم واسع في الذكرى الأولى للحرب التي بدأت في 24 فبراير/شباط 2022.
وأضاف ريزنيكوف في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية خلال زيارته باريس أن الهجوم الروسي المتوقع سيتركز في الشرق والجنوب.
وتابع أن التقديرات تشير إلى أن القوات الروسية استدعت الخريف الماضي قرابة نصف مليون جندي وليس 300 ألف كما أعلنت موسكو رسميا، مشيرا إلى وجود حشود كبيرة من القوات الروسية على الحدود.
بدوره، قال أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن روسيا تستعد لشن هجوم كبير جديد على أوكرانيا خلال أسبوعين أو 3 أسابيع.
وأضاف دانيلوف أن هناك احتمالا كبيرا لشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوما جديدا من الشمال والجنوب والشرق كما حدث في بداية الحرب.
وتفيد تقديرات استخبارية غربية بأن موسكو قد تشن هجوما واسعا في الربيع، ولا يستبعد مسؤولون أوكرانيون أن ينطلق الهجوم من بيلاروسيا شمالا باتجاه العاصمة كييف.
ميدانيا، أعلن حاكم مقاطعة بريانسك الروسية ألكسندر بوغوماز أن الدفاعات الجوية الروسية تصدت اليوم الجمعة لهجوم صاروخي أوكراني على بلدة ستارودوبسكي الروسية المحاذية لحدود أوكرانيا.
وقال بوغوماز إن الدفاعات الجوية أسقطت 4 صواريخ، مشيرا إلى أن طواقم الطوارئ تعمل في مكان الحادث، ولم يسجل وقوع إصابات.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس الخميس أن قواتها سيطرت على بلدة فاسيليفكا شمال مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك (شرقي أوكرانيا).
وحتى الآن يقول الجيش الأوكراني إنه يصد الهجمات الروسية على باخموت، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أقر مجددا أمس الخميس بأن الوضع في الجبهة الشرقية أصبح أكثر صعوبة مع تصاعد هجمات الجيش الروسي الذي يسعى لتطويق باخموت والسيطرة على مناطق أخرى.
وتحاول القوات الروسية تحقيق اختراقات ميدانية في الجبهات المشتعلة شرقا وجنوبا قبل أن تتسلم كييف الدبابات الثقيلة التي وعدها بها حلفاؤها الغربيون.
قمة أوروبية
دبلوماسيا، توافد القادة الأوروبيون على كييف قبيل انطلاق القمة الأوروبية الأوكرانية اليوم الجمعة بهدف تأكيد الدعم الأوروبي لأوكرانيا في الحرب مع روسيا.
وعشية القمة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هزيمة روسيا باتت واضحة، لكنها من الناحية التكتيكية تملك موارد للمحاولات الهجومية، وفق تعبيره.
وأكد زيلينسكي في خطابه المسائي على ضرورة تعزيز قدرة بلاده في الصمود وتزويد جيشه بالأسلحة والمعدات اللازمة، قائلا إن أوكرانيا ترغب أن تبدأ خلال العام الجاري مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وإن المزيد من الاندماج مع التكتل الأوروبي سيلهم الأوكرانيين ويمنحهم حافزا للقتال ضد القوات الروسية.
وتأمل كييف أن تشهد القمة إعلانا أوروبيا بشأن تشديد العقوبات على روسيا، ولكن من المستبعد أن يوافق القادة الأوروبيون على تسريع انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وقبيل القمة أعلنت فرنسا أنها ستمد كييف بمدافع هاوتزر إضافية، في حين لم يستبعد الرئيس إيمانويل ماكرون الموافقة على طلب أوكرانيا الحصول على طائرات مقاتلة.
"هزيمة ساحقة"
وفي موسكو، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي خلال زيارته أمس الجمعة وحدة للإنتاج العسكري في موسكو إن إمدادات السلاح للجيش الروسي ستتكثف خلال العام الجاري من أجل إلحاق ما وصفها بهزيمة ساحقة بأوكرانيا.
من جهته، توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد على ما وصفه بالعدوان الغربي الجديد على روسيا من خلال أوكرانيا.
وقال بوتين خلال مشاركته في فعاليات الذكرى الثمانين للانتصار في معركة ستالينغراد إن "النازية ظهرت مجددا وتهدد روسيا بالدبابات الألمانية"، في إشارة إلى قرار برلين إمداد كييف بدبابات "ليوبارد 2".
من جهته، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس الخميس أن روسيا ستستخدم بالكامل إمكاناتها على أكمل وجه من أجل الرد على المخاطر في سياق العملية العسكرية بأوكرانيا.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الخميس إن الغرب يأمل في إلحاق هزيمة جيوإستراتيجية بروسيا، ورفض ما وصفها بالمزاعم الغربية بأن موسكو ترفض التفاوض بشأن أوكرانيا.
كما توعد لافروف بإبعاد الأسلحة التي وعد بها الغرب أوكرانيا عن الحدود الروسية.