آخر الأخبار
وزير الخارجية الإسرائيلي يحذر من بقاء حماس في السلطة بغزة توقيع 100 مذكرة تفاهم بين الجامعات العراقية والإيرانية لـ"تطوير" التعاون العلمي مبعوث ترامب يخطط لزيارة غزة لتثبيت اتفاق الهدنة المالية النيابية تعلن قرب التصويت على تعديل المادة 12 بقانون الموازنة لأسباب سياسية وانتخابية.. جهات تحاول عرقلة التوصل لاتفاق بين بغداد وأربيل

بزمن الديمقراطية.. "جمهورية إسطنبول" تفضح المحاصصة السياسية للبعثات الدبلوماسية

سياسة | 19-01-2023, 12:40 |

+A -A

بغداد اليوم – خاص 

امتدت سيطرة الأحزاب الى البعثات الدبلوماسية في الخارج، لتكون (المحسوبية والمنسوبية) أساس الاختيار بعيدا عن الكفاءة، حيث اصبح للعراق قنصلية في (جمهورية إسطنبول)، بحسب قول ممثلة دبلوماسية عراقية في تركيا.

 مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بمقطع فيديو تضمن حديثا صحافيا لدبلوماسية عراقية في القنصلية التركية بإسطنبول والذي ذكرت فيه عبارة (جمهورية إسطنبول)، مما اثار استياء رواد المواقع وأصحاب الاختصاص الذين أكدوا أن هذه الحالة انتجتها (الواسطة والأحزاب).  

وبحسب المقطع المصور، فإن الدبلوماسية العراقية ظهرت خلال تصريح لإحدى وسائل الإعلام وهي تتحدث عن وظيفتها في السفارة العراقية لدى تركيا بذكر اسمها فقط، وأنها تشغل مهام تنظيم المؤتمرات . 

وانتشر الفيديو كالنار في الهشيم، حاملا معه اتهامات وانتقادات من مغردين لوزارة الخارجية العراقية، التي زعموا أنها "تعتمد العلاقات الشخصية في تعيين السفراء والدبلوماسيين على حساب الكفاءة". 

وفي ظل موجة السخط على ظهور الدبلوماسية العراقية، يقول القيادي في الإطار التنسيقي تركي العتبي إنه "بعد 2003 جرى تقاسم ادارة البعثات الدبلوماسية في الخارج وفق مبدأ المحاصصة بين القوى السياسية المتنفذة سواء كانت شيعية او سنية او كردية بعيدا عن إطار الكفاءات وهذا خطا فادح".

وأضاف العتبي لـ( بغداد اليوم) أن "بعض البعثات تحولت اشبه بالمقرات السياسية التي تروج فكر وايدولوجية محددة، في حين انها يجب ان تكون ممثلة للعراق بكل أطيافه ومكوناته". 

وتابع، أن “اعادة النظر بملف البعثات الدبلوماسية في الخارج مطروح بقوة مع توقعات بتغيرات مهمة في السفراء والطواقم الدبلوماسية، واعطاء دور للكفاءات". 

واستدرك بالقول "الا أن الامر يحتاج الى وقت وجهود وتوافق سياسي في نهاية المطاف".  

ويرى مراقبون للشأن السياسي أن "أكثر ملفات الفساد في وزارة الخارجية هو ملف التعيينات للموظفين والسفراء والملحقين، فكثير من موظفي الوزارة الدبلوماسيين عينوا دون المشاركة في دورات المعهد الدبلوماسي (معهد الخدمة الخارجية)".  

من جهة اخرى، رأى الباحث بالشأن السياسي رعد حسن المسعودي أن "البعثات الدبلوماسية بعد 2003 جرى تقاسمها بشكل معلن بين ثلاث تكتلات سياسية آنذاك هي التحالف الوطني الشيعي والتوافق السني والتحالف الكردي ومن خلال قائمة الأسماء". 

وأضاف، لـ (بغداد اليوم) "نرى بان عددا ليس قليلا من السفراء كانوا اشقاء او اقارب بعض القيادات السياسية او اعضاء في احزابهم المتنفذة".  

وبين الباحث، أن "المشكلة الاساسية في تقاسم البعثات ليست محصورة في المحاصصة بل في تبوء مناصب لأشخاص ليسوا لديهم الكفاءة التي تؤهلهم للقيام بأدوار تمثل العراق في الخارج وهذا ما يفسر الانتقادات المتكررة لبعض السفراء بين فترة وأخرى". 

من جانبها قالت القيادية في تحالف العزم نجاة الطائي أن "العراق يملك الكثير من الاموال والشركات والاراضي في الخارج ، والسؤال هو ماذا حققت السفارات في هذا الملف؟ وهل نجحت في بيان الصورة الحقيقية لما يجري في الداخل للراي العام الدولي؟".

وأشارت الى انه "هناك الكثير من التساؤلات المطروحة الان حيال دور السفارات في الخارج".  

وبينت القيادية بتحالف العزم أن "أخطر ما يهدد عمل السفارات ان يكون الولاء السياسي للأحزاب او الشخصيات أكبر من ولائه للوطن"، مؤكدة "ضرورة ان يكون السفراء وطاقمهم مستقلون وبعيدا عن أيدولوجيات سياسية تؤثر في عملهم الدبلوماسي". 

ويشير مصادر مطلعة الى ان "العراق لديه 88 سفارة وقنصلية وبعثة دبلوماسية حول العالم، ولا يعد هذا غريبًا في التمثيل الدبلوماسي لأي دولة، لكن ما يثير الدهشة أن العراق لديه تمثيل دبلوماسي وسفارة في بلدان قلما تجد فيها عراقيين كما في كينيا والفاتيكان".