آخر الأخبار
تبجح إسرائيلي جديد.. حاخام يهودي يدعو لـ"استيطان العراق ولبنان" الكشف عن عدد الموطّنين بمشروع حسابي.. رقم مختلف لإرضاء بغداد نتنياهو يضع العراق ضمن "محور الشر".. لماذا لم ترد بغداد؟ التربية تستحدث اختصاص الأمن السيبراني في العراق للعام الدراسي الحالي.. وثيقة تحضروا للأمطار والبرودة.. منخفض جوي يداهم العراق و7 محافظات تحت التأثير

الجفاف في العراق يكشف عن كنوز وآثار تحت مياه النهرين في 2022

محليات | 20-12-2022, 18:49 |

+A -A

بغداد اليوم- متابعة

تطرقت صحيفة عربية اليوم الثلاثاء، إلى جانب إيجابي "نسبيًا" للجفاف وانخفاض مستويات المياه في العراق، حيث أديا إلى الكشف عن المناطق الأثرية التي كانت مطمورة تحت نهري دجلة والفرات وروافدهما.


وقالت صحيفة "العربي الجديد" في تقرير تابعته عليه (بغداد اليوم) إن "شح المياه والجفاف في المدن العراقية خلال عام 2022 ادى إلى اكتشاف مناطق أثرية كانت مطمورة تحت نهري دجلة والفرات وروافدهما، إضافة إلى قطع أثرية مهمة يعود بعضها إلى أكثر من 3 آلاف عام، تحديداً في المحافظات التي تراجعت فيها مناسيب المياه بشدة، مثل ديالى والموصل والنجف ودهوك"

وأوضح التقرير أن "الأزمة المائية كشفت عن كنوز معرفية وأثرية، بالغة الأهمية، وفقاً لتعليقات مسؤولين في وزارة الثقافة العراقية، فيما يعتقد باحثون أن مناطق جنوب العراق تحتوي على عشرات المدن المطمورة تحت نهر الفرات، نتيجة الانحرافات المتعمدة في مسار مجرى النهر التي حدثت خلال العقود الماضية.

وأعلن مدير متحف الناصرية الحضاري في مركز محافظة ذي قار، عامر عبد الرزاق، أن "بعثات أجنبية اكتشفت عددا من القطع الأثرية المهمة ومجموعة من المستوطنات، وتم تسليم تقرير نهائي عن هذا الموقع مزود بكل المكتشفات الأثرية".

وصدر عن وزارة الثقافة العراقية بعد هذا الإعلان، بيان أكد "اكتشاف كنز أثري مهم في تل أسود في مدينة النجف، جنوبي العراق، من قبل بعثة تنقيب عراقية".

وأعلنت دائرة الآثار أخيراً في دهوك، التابعة لإقليم كردستان، شمال العراق، عن اكتشاف موقع أثري داخل حوض نهر دجلة بعد انحسار مياه النهر، يضمّ قصراً ومجموعة من المباني، إضافة إلى سور حجري. 

وقال مدير دائرة آثار دهوك، بيكس بريفكاني، في تصريحات صحافية، إن "فريقاً مشتركاً من علماء الآثار من إقليم كردستان وألمانيا اكتشف مدينة عريقة تعود إلى عصر الإمبراطورية الميتانية (1400 عام قبل الميلاد) داخل حوض نهر دجلة".

كما أعلن رئيس فريق الآثار العراقي، فاضل محمد، اكتشاف جداريات آشورية جديدة تعود إلى 2700 عام في مدينة الموصل، مرجحا أن "الآثار المكتشفة كانت تزين قصر سنحاريب، ثم نُقلت بعد ذلك إلى بوابة ماشكي". 

في حين أكد مجلس الآثار والتراث العراقي، في بيان، أن "تاريخ هذه الآثار يعود إلى الملك الآشوري سنحاريب الذي حكم مدينة نينوى القديمة من عام 705 إلى عام 681 قبل الميلاد". وقد عثر على هذه الآثار خبراء من جامعة الموصل العراقية، وجامعة بنسلفانيا الأميركية، جرّاء انخفاض مناسيب المياه في المدينة.

وكانت مصادر متخصصة في مجالات الآثار في العراق قد قالت في وقت سابق إن "المواقع الأثرية في العراق تزيد عن 15 ألف موقع، موزعة بين محافظات شمال ووسط وجنوب العراق، لكن المكتشف منها، لا يتجاوز بضعة آلاف فقط، وذلك وفقاً للمسوحات الحديثة"

وبينت أن "العراق يُصر على استكشاف معظم هذه المواقع في سبيل السيطرة عليها ومنع فرق التنقيب الخارجة عن القانون من الاستيلاء عليها وتهريب الآثار إلى الخارج".

وقال المسؤول في دائرة هيئة الآثار والتراث التابعة لوزارة الثقافة، حسن العبدلي، إن "قرى ومدنا قديمة ظهرت خلال العامين الماضيين في محافظات متفرقة من البلاد، وجميعها كانت تحت مياه نهري دجلة والفرات، وهذا الظهور دفع لجان التنقيب العراقية إلى البدء بحملات موسعة لجمع الآثار المترامية والمطمورة، وقد استعانت الوزارة بفرق أميركية وروسية وفرنسية لتحقيق الهدف الأهم".

وبيّن عضو لجنة التنقيب العراقية والمهتم في مجالات البيئة والآثار، سلام عبد، أن "الضرر الكبير الذي ألحق بالعراق بسبب شح المياه وجفاف الأنهر في معظم محافظات البلاد، كشف عشرات المدن الجديدة التي كانت مطمورة تحت المياه، وساهمت الانجرافات وتغيرات مسارات الأنهر في طمرها كلياً، بعضها كان موجوداً وفقا للمسوحات التي تتوفر لدى وزارة الثقافة والمنظمات المعنية، وأخرى جرى اكتشافها بالصدفة، أو عن طريقة الأهالي القريبين من الأنهر".

ولفت عبد، إلى أن "الفرق العراقية المتخصصة بالبحث والتنقيب اكتشفت لحد الآن نحو 8 مدن، غالبيتها في الموصل، وأخرى في الأنبار وديالى والنجف، وهناك أجزاء منها مدمرة بفعل جريان المياه، لكن بعض الأجزاء والقطع الأثرية بقيت محافظة إلى حد ما على طبيعتها، وتحديداً المبنية والمصنوعة من الحجر الذي يمتد إلى مناطق شمال العراق"، موضحاً أن "لدى الحكومة العراقية تنسيقاً قوياً مع السلطات في إقليم كردستان بشأن الجهود البحثية بهذا الملف".

وأشار الباحث في شؤون الآثار والتراث علي الشمري، إلى أن "أكثر من ألفي قرية كانت تمثل أماكن تجمعات بشرية في عموم مدن بلاد الرافدين، لا تزال غير مكتشفة وفقاً للخرائط القديمة، وأن أكثر من ألف منها تدمر بفعل المياه واختلاف درجات جودة المياه والمشاكل البيئية، لكن هناك مئات المواقع غير المكتشفة، لذلك تعمل وزارة الثقافة والآثار العراقية على الاعتماد على فرق أجنبية لتكثيف عمليات البحث".