آخر الأخبار
مخفية داخل حبات الجوز.. الأمن الوطني يكشف أغرب طرق تهريب المخدرات ويطيح بالمتورطين بعد تخطيها حاجز الالف معاملة.. البرلمان يخاطب التعليم لحسم منح المراتب العلمية (وثيقة) بعد رفع اسعار البانزين "المحسن".. حراك نيابي لاستضافة وزير النفط (وثائق) اندلاع حريق بمبنى في البصرة والدفاع المدني يُخلي المدنيين.. فيديو نينوى تطلق نداءً للمواطنين بعد إطفاء مشروع ماء الغزلاني

ثنائية الضباط و"المشهورات" في العراق.. ماذا تفرض الرتبة على حاملها قانوناً؟

محليات | 8-11-2022, 11:07 |

+A -A

بغداد اليوم- تقرير: اخلاص قحطان  

تنوعت قضايا الفساد في العراق، لتكون تارةً فساداً سياسيا، وتارةً أخرى فسادا ماليا ومؤسساتياً، ليصل إلى عدم التعامل بمهنية مع الرتب العسكرية من قبل بعض المسؤولين والضباط في الجهاز الأمني في مشاهد مختلفة تثير ضجة في الأوساط الشعبية والمؤسساتية بين الحين والآخر.

شهد العراق في الآونة الأخيرة حضور بعض الضباط بزيهم العسكري الى حفلات ومهرجات غير رسمية تعود الى بعض "البلوغرز" ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يثير تساؤلات لدى الكثير، حول غاية استخدام رتب عسكرية كزي استعراضي بعيداً عن الواجب الرسمي.

رتب عسكرية بمهرجانات غير رسمية

أثار مقطع فيديو الاسبوع الماضي وثق حضور ماكيرة التجميل "سارة حيدر" إلى جانب ضابطين بالجيش العراقي، خلال مهرجان "عشتار الجمال" الذي أقيم في بغداد لتوزيع الجوائز على العاملين في مجال الأناقة والتجميل، جدلا واسعا.

وأظهر الفيديو ضابطين من وزارة الدفاع خلال مشاركتهما في المهرجان وهما يرتديان الزي العسكري، ما عرّضهما للكثير من الانتقادات.

وعلقت خبيرة التجميل سارة حيدر قائلة، إنه "تم تكريمها في مهرجان عشتار الجمال كأفضل ماكيرا في العراق لعام 2022، ولم تكن هي من دعت الضباط الى المهرجان انما الجهات المسؤولة عن تنظيمه وجهت دعوة للضابطين الى الحضور".

من جهتها أصدرت وزارة الدفاع بيانا قالت فيه إن "رئيس أركان الجيش العراقي وجه بتشكيل مجلس تحقيقي من قبل الجهات المختصة في الوزارة، لمعرفة حيثيات الموضوع وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بعد إكمال التحقيق".

البدلة العسكرية مقدسة ولكن..

رئيس خلية الإعلام الأمني سعد معن، من جانبه علق حول ضجة حضور بعض الضباط إلى مهرجان أقيم في العاصمة بغداد.

وقال معن في حديث متلفز تابعته (بغداد اليوم)، إن "البدلة العسكرية مقدسة، لكن محبة الناس لمنتسبي الداخلية والدفاع تجعلهم من الناس قريبين، ويُطلب منهم الحضور في بعض المناسبات والمهرجانات".  

وأضاف أن "ما حصل غير صحيح وتم تشكيل مجلس تحقيقي وهنالك اجراءات ستكون مسار عمل لهكذا أمور".  

وأكد معن أنه "يجب ان نفصل بين حسن النية وسوء النية، والحاضرون لم يفكروا بالطريقة التي أحدثت كل هذه الضجة"، لافتاً إلى أن "المنتسب غير مجبر بالحضور لهكذا مهرجانات".  

وأقيم المهرجان على أرض مدينة سندباد لاند، وهو مهرجان سنوي مخصص لتوزيع الجوائز في مجال الأناقة والتجميل، ويحضره عدد من الفنانين والعاملين في هذا المجال.    

وتركزت التعليقات على وجود مشهورة مواقع التواصل الاجتماعي، والعاملة في مجال التجميل "الماكيرا سارة" إلى جانب الضابطين، وسط تساؤلات عن سبب حضورهما، للمهرجان، بالقيافة الكاملة. 

وعلى رغم الانتقادات الموجهة للضباط، إلا أن آخرين رأوا أن حضورهما لا يشكل خرقاً للسياقات العسكرية، باعتبار أن الحفل يشمل توزيع عدد من الجوائز، وعلى فئات مختلفة، ولا يقتصر على الماكيرا سارة، ما يجعل حضورهما أمراً  طبيعياً. 

همسة وضباطها الخمسة!

ظهر في الآونة الأخيرة مقطع فيديو متداول عبر مواقع السوشل ميديا يظهر فيه فتاتين محتجزتين في احدى المطاعم من قبل الإعلامية والفاشينيستا همسة ماجد.

لتظهر فيما بعد الإعلامية العراقية، عبر خاصية” ستوري“في حسابها على” إنستغرام“، تنفي أن تكون هي من احتجزت هاتين الفتاتين، في اشارة إلى تعرضها لـ“حملة شرسة“ من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت ماجد، إنها كانت في أحد المطاعم؛ تلبية لدعوة من الإدارة، لكنها تفاجأت بعد ذلك، بانتشار مقطع فيديو لها، وهي تتحدث عن وجود 5 آلاف طبيب غير مجاز، في معرض حديثها عن الإجازات في مراكز التجميل.

وأضافت:” بعد ذلك تفاجأت بانتشار المقطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتتدخل إدارة المطعم، وتستجوب الفتاتين العاملتين هناك، واتضح أنهما على صلة بحساب "أبو الأصفر" الرقمي، إذ صورتا هذا المقطع دون إذن منّي وأرسلته إحداهما إلى الحساب المذكور".

وبشأن اتهامات الاحتجاز للفتاتين، نفت ماجد ذلك، وقالت إنها كانت في المطعم، بحضور أهلها، وصورت المقطع عندما أرادت الدخول إلى مكتب صاحب المطعم، الذي كان يتحدث مع هاتين الفتاتين، إذ هددتا باستقدام فصائل مسلحة، مثل "العصائب وجيش المهدي".

وتساءلت ماجد:” كيف أقوم باحتجاز الفتاتين، وأنشر ذلك عبر إنستغرام؟ لكن ما حصل أنني أردت الدخول إلى الغرفة، التي كان بداخلها مدير المطعم والفتاتان، حيث يعلو الصراخ هناك“.

وبحسب معلقين، فإن الإعلامية العراقية، استعانت بخمسة ضباط، لمساعدتها في استجواب الفتاتين، وهو ما نفته ماجد.

وأعاد هذا الجدل إلى الواجهة، العلاقات بين الضباط في الجيش والشرطة، مع النجمات، والفاشنستات، اللاتي يعملن في مجال التصوير والإعلانات، خاصة وأن بعضهن تفاخرن سابقًا بعلاقاتهن مع الضباط وكبار المسؤولين.

 سيلفي دائرة أحوال الاعظمية.. ما قصته؟

سبقت الشاعرة العراقية شهد الشمري كلا من الماكيرا سارة وهمسة ماجد في الظهور مع ضباط يشغلون مناصب في عددٍ من الأجهزة الأمنية لتسيير معاملاتها الحكومية دون الانتظار طويلا مع المواطنين.

حيث عاقبت السلطات العراقية، ضابطا رفيعا في وزارة الداخلية، بعد ظهوره في صورة” سيلفي“ مع الشاعرة والإعلامية شهد الشمري خلال إنجاز معاملة حكومية.

جاء ذلك بعد ضجة واسعة أحدثتها الصورة التي تداولها مستخدمو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مهاجمين ومنتقدين.

واعتبروا الصورة دليلا على ما أسموه” محاباة المسؤولين للمشاهير، وتسيير معاملاتهم في أوقات يسيرة، بينما ينتظر المواطنون مدة طويلة للحصول على البطاقة الوطنية“.

لكن الشمري، أوضحت سريعاً أن” القصة بدأت، عندما ذهبت وزوجها فهد، إلى دائرة أحوال مدينة الأعظمية، للحصول على البطاقة الوطنية، لابنتها حديثة الولادة "ناي"، وبعد خروجها، نشرت صورة عبر حساباتها الشخصية، تجمعها بمدير الدائرة العميد حسن الدوري“.

وعلى الرغم من عدم إعلان الشمري انتهاء معاملتها بشكل كامل، أو الحصول على البطاقة الوطنية (الهوية الثبوتية) لابنتها، إلا أنه تم شن حملة شرشة ضد الصورة، وكذلك الضابط الدوري، إذ تساءل مستخدمون عن” كيفية إصدار البطاقة بتلك السرعة؟“.

قانونياً.. حضور الضباط الى المهرجانات

أوضح الخبير القانوني علي التميمي، الوجه القانوني لحضور الضباط العسكريين الى حفلات ومهرجانات المشاهير.

وقال التميمي لـ (بغداد اليوم)، إن "الضابط العسكري محكوم بضوابط نصت عليها القوانين والتعليمات منذ تأسيس الجمهورية العراقية الى اليوم والتي تتضمن عدم السماح للضابط بالجلوس في المقاهي والأماكن العامة برتبته العسكرية كونه يحمل مرسوم جمهورية من أعلى سلطة في البلاد وله نظرة تقدير وإجلال من المجتمع".

واضاف أن "كلمة الضابط تأتي من الانضباط لذلك فإن سلوك الضباط لا يكون فقط في داخل المعسكرات والحروب بل هو مراقب في جميع حالته لذلك يجب ان يتسم بالحيادية والوسطية وعدم الانحراف لأنه من الممكن ان يصبح وزيراً للدفاع مستقبلاً وقائدا عاماً للقوات المسلحة".

واشار التميمي أن "خروج بعض الضباط عن السياق العام لهذه المهنة هو تصرف فردي ولا يمكن تعميمه على جميع المؤسسة العسكرية".

وتابع أنه "على وزير الدفاع فتح مجلس تحقيقي بهذه الحادثة وكشف ملابستها ثم يتم إحالة الضباط المقصرين الى المحكمة المختصة حيث ان هذه الإجراءات هي من صلاحيات وزير الدفاع".