اجتماع بين طالبان والادارة الامريكية في الدوحة
عربي ودولي | 9-10-2022, 09:02 |
بغداد اليوم- متابعات
كشفت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن انعقاد اجتماع في الدوحة، امس السبت، جمع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية مع حركة طالبان، وذلك للمرة الأولى منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
ونقلت الشبكة الأميركية عن مسؤولين مطلعين اثنين أن المحادثات جمعت نائب مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ومسؤول رفيع في وزارة الخارجية من جهة ورئيس استخبارات طالبان، عبد الحق الواسع، من جهة أخرى.
ولم يلتق كبار المسؤولين الأميركيين وجها لوجه مع قادة طالبان منذ مقتل الظواهري على يد الولايات المتحدة في 31 يوليو. وامتنعت وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية عن التعليق لشبكة "سي إن إن".
وبعد مقتل الظواهري في غارة، اتهمت الولايات المتحدة طالبان بـ "انتهاك واضح وصارخ لاتفاق الدوحة" الذي جرى توقيعه بوساطة إدارة ترامب.
وينص اتفاق الدوحة على أن طالبان لن تؤوي إرهابيين إذا خرجت القوات الأميركية من أفغانستان.
وبعد أن أطلقت طائرة أميركية بدون طيار صواريخ "هيلفاير" القاتلة على الظواهري، اتهم المسؤولون الأميركيون قادة طالبان من شبكة حقاني بمعرفة مكان وجود الظواهري بينما أدانت طالبان العملية بغضب.
منذ ذلك الحين، واصلت الولايات المتحدة التعامل مع طالبان، بما في ذلك التفاوض على إطلاق سراح المواطن الأميركي مارك فريريتش، لكنهم كبار المسؤولين لم يلتقوا بعد عملية الظواهري.
ويشير حضور نائب مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ديفيد كوهين والواسع من طالبان في اجتماع السبت إلى التركيز على مكافحة الإرهاب، بحسب "سي إن إن".
في الشهر الماضي، وصف البيت الأبيض التعاون مع طالبان في مكافحة الإرهاب بأنه "عمل جار".
ورافق كوهين الممثل الخاص لوزارة الخارجية في أفغانستان، توم ويست، الذي كان متواصلا مع حركة طالبان منذ خروج الولايات المتحدة من أفغانستان خلال أغسطس 2021.
وأطلق سراح المواطن الأميركي فريريتش قبل ثلاثة أسابيع بعد أن قضى عامين في الأسر وذلك بوساطة قطرية.
وقال مسؤولو الإدارة الأميركية إنهم قضوا شهورا في التفاوض مع طالبان للإفراج عنه وحذروا طالبان بعد الضربة من تعرض فريريتش لأي مكروه. وقالوا إن أفضل طريقة لإعادة بناء الثقة هي إطلاق سراحه.
كما أن هناك مواطن أميركي آخر على الأقل محتجز في أفغانستان، وهو مخرج سينمائي يدعى إيفور شيرر، حيث تم اعتقاله مع منتج أفغاني يدعى، فيض الله فيزبخش، أثناء تصويرهما في المنطقة التي قتل فيها الظواهري.
وقالت بيث سانر، النائبة السابقة لمدير المخابرات الوطنية والتي قادت تحليل شؤون أفغانستان في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، "إن طالبان تكافح من أجل منع هجمات داعش في خراسان، مما يجعلها تبدو عاجزة، لا سيما في كابل".
وأضافت: "من المرجح أن يوجه (كوهين) رسالة حازمة مفادها أننا سنقوم بمزيد من الضربات مثلما فعلنا ضد الظواهري إذا وجدنا أن أعضاء القاعدة في أفغانستان يدعمون العمليات التي تهدد الولايات المتحدة أو حلفائها".
وتابعت: "تشكل داعش خراسان الآن تهديدًا أفغانيًا داخليًا على طالبان وعلى الاستقرار الطائفي نظرًا لتركيز داعش على قتل الشيعة، ولكن هناك بعض المخاوف المعقولة من أن داعش في خراسان قد تحول أنظارها في النهاية إلى التآمر الخارجي إذا كانت طالبان غير قادرة لاحتوائهم".
وبينما تحتفظ طالبان بعلاقات مع القاعدة، فإنهم يواجهون تمردًا من فرع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم داعش خراسان.
وتستهدف الجماعة بشكل روتيني أقلية الهزارة العرقية في أفغانستان. ففي الأسبوع الماضي، قُتل ما لا يقل عن 25 شخصًا، معظمهم من الشابات في هجوم انتحاري استهدف مركزا تعليميا في حي تقطنه أغلبية الهزارة بالعاصمة كابل. ولم يعلن أحد مسؤوليته على الفور.
في الشهر الماضي، أعلنت إدارة بايدن أنها أنشأت "صندوقًا أفغانيًا" بقيمة 3.5 مليار دولار بأموال أفغانية مجمدة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
وقال مسؤولان لشبكة لشبكة "سي إن إن" الإخبارية إن الأموال لم يتم الإفراج عنها بعد؛ لأن الولايات المتحدة لا تعتقد أن هناك مؤسسة موثوقة لضمان أن الأموال ستفيد الشعب الأفغاني.