بغداد اليوم - ترجمة ياسمين الشافي
يُعرف العراق بأرض نهرين، حيث يعبر نهرا دجلة والفرات سهوله لري أرضه الغنية، مما يخلق قطاعًا زراعيًا مربحًا. لكن موجات الجفاف الأخيرة تجبر المزارعين وعائلاتهم، الذين تركوا بلا دخل، على اقتلاع حياتهم.
وبحسب تقرير موقع "the new humanitarian" الذي ترجمته (بغداد اليوم)، فأن "ندرة المياه تتزايد بشكل ملحوظ في محافظة نينوى الشمالية - الجزء الأكثر إنتاجًا للقمح في البلاد - مما أدى إلى تفاقم المستويات الخطيرة بالفعل من انعدام الأمن الغذائي التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا".
وأشار أنه "بين حزيران وكانون الاول من العام الماضي، أجبرت 303 أسرة على الأقل - حوالي 1800 شخص - من نينوى على مغادرة منازلهم بسبب الجفاف، وفقًا لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة ، المنظمة الدولية للهجرة".
ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة: فأن "الأرقام الدقيقة للنازحين بسبب عوامل تغير المناخ في جميع أنحاء العراق غير معروفة لأن البيانات لا يتم جمعها بانتظام في جميع أنحاء البلاد. لكن أكثر من 34 ألف شخص نازحون حاليًا من جنوب ووسط العراق بسبب تغير المناخ، وهذا يشمل العديد من الأشخاص من محافظة البصرة الجنوبية، التي تتعامل مع نقص المياه النظيفة منذ عقود".
وأضاف التقرير، أنه "تم تصنيف العراق من قبل الأمم المتحدة كواحد من "البلدان الخمسة الأكثر تضررًا من تغير المناخ" في العالم، وكان هطول الأمطار في العراق العام الماضي منخفضًا لدرجة أنه كان ثاني موسم جاف خلال أربعة عقود. ووفقًا لبيان صدر في حزيران عن مجموعة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، فقد أدى ذلك إلى "نقص المياه والتصحر وتآكل التربة بسبب الممارسات الزراعية غير المستدامة وتقلص الغطاء النباتي وتلفه".
وتابع أن "درجات الحرارة مرتفعة والطقس جاف مرة أخرى هذا العام، مع وجود عواصف ترابية شديدة - أكثر تواتراً بسبب الجفاف وقلة هطول الأمطار والتصحر - أدى إلى إرسال آلاف الأشخاص إلى المستشفيات في ايار. وندرة المياه ليست فقط بسبب قلة الأمطار: لسنوات، كانت دول المنبع مثل تركيا وإيران تبني السدود التي تقلل في نهاية المطاف من تدفق المياه إلى العراق. ويساهم ذلك في حدوث انخفاض حاد في منسوب المياه في نهري دجلة والفرات، مما يؤدي إلى ري العديد من محاصيل المنطقة".
وأشار الى أن "النتيجة هي أن النقص الخطير في المياه في نينوى - من المتوقع أن يزداد سوءًا، مما يزيد الضغط على المياه السطحية المتضائلة ويضعف الإنتاج الزراعي. تعد المقاطعة موطنًا لـ 3.7 مليون شخص اعتبارًا من عام 2018، وهو العام الأخير الذي تتوفر عنه إحصاءات رسمية".
وقال عامر المعموري، المتحدث باسم وحدة تجارة الحبوب في وزارة التجارة العراقية، إن "تغير المناخ يشكل تحديات حقيقية للمزارعين ولإنتاج القمح ككل في العراق، والذي يتراجع بشكل كبير".
وأضاف "تشير أرقام الوزارة إلى أن الغلات المحلية انخفضت من 5 ملايين طن متري في عام 2020 إلى 3.37 مليون طن متري في عام 2021. وبحلول عام 2022، انخفضت الغلة بأكثر من النصف مرة أخرى، إلى 1.34 مليون طن متري فقط".
قال أنس الطائي، مستشار زراعي في منظمة عين الموصل، إن "ما يقدر بنحو 90٪ من السهول الصالحة للزراعة في المحافظة تضررت من التصحر".
وأشار الطائي إلى أن "التصحر لا يرجع فقط إلى قلة هطول الأمطار. حيث ألقى باللوم على عدم وجود أنظمة ري مناسبة في شمال العراق".
وأوضح الطائي أن "حوالي 10٪ فقط من المزارعين في نينوى يمتلكون رشاشات ميكانيكية للمياه، أو لديهم أراضٍ قريبة بما يكفي لمياه دجلة، تم تدمير أنظمة الري القليلة التي كانت موجودة في المنطقة خلال داعش 2014-2017".
كما ألمح المعموري من وحدة تجارة الحبوب إلى هذه القضية، مشيرًا إلى أن المزارعين ما زالوا "لا يكيّفون أساليب الزراعة الأكثر توافقًا مع الظروف المناخية الجديدة"، مضيفاً أن "معظم المزارعين في نينوى يواصلون الاعتماد على أساليب الزراعة التقليدية، مثل نثر البذور وانتظار هطول الأمطار، بدلاً من الري باستخدام الآبار أو الأنهار كما هو أكثر شيوعًا في وسط وجنوب العراق".
بهذا الصدد، وجد استطلاع حديث أجراه المجلس النرويجي للاجئين أن "81٪ من بائعي المواد الغذائية في جميع أنحاء العراق أفادوا بأن أسعار المواد الغذائية الرئيسية قد ارتفعت منذ حزيران 2021، مع أكبر الزيادات في حبوب القمح ودقيق القمح والشعير. وبين تشرين الأول 2020 وتشرين الثاني 2021، ارتفع سعر دقيق القمح 50 كيلوغراماً من 41100 دينار إلى 50 ألف دينار. كما ارتفع سعر الخبز بشكل حاد تاركًا الأسر الأكثر ضعفًا تكافح من أجل تحمل الضروريات الأساسية".
بغداد اليوم - طهران كشف مصدر إيراني مطّلع، اليوم الخميس (15 أيّار 2025)، أن القيادة الإيرانية تدرس بشكل جدي خيار تعليق المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، والتي تجرى بوساطة سلطنة عُمان، منوهاً أن موقف المفاوضات خيار مطروح في ظل سياسة العصا