آخر الأخبار
بكمائن محكمة.. الإطاحة بعنصرين من داعش جنوب وغرب بغداد صاروخ ماديرا يسعى لاستقطاب نجم الميرنغي إلى العالمي "نحن جزء من المسلمين"..امتعاض في نينوى من تحويل الشبك إلى "ديانة" ضمن حقل التعيينات طلب برلماني بشمول العوائل المهجرة داخليًا وخارجيًا بالتعداد السكاني وزير التربية يتفقد آلية طباعة المنهج المدرسي ويوجه بإستلام الكتب من الطلبة

10 آلاف من الذخيرة لم تحقق هدفها ضدّ طيور “الإيمو”.. قصّة أغبى حروب العالم التي خسرتها أستراليا

منوعات | 26-04-2022, 21:09 |

+A -A

بغداد اليوم-متابعة

 


لطالما كان منطق الحرب مُحيّراً للكثيرين، إذ يتمنى ملايين البشر من حول العالم أن ينتهي مفهوم الحرب بالقوة، وأن يوضع حد للعُنف على كوكبنا، مع العمل على إيجاد حلول أخرى لعلاج الاختلافات والنزاعات بشكل سلمي.
لكن الغريب أن الحرب استمرت من بدء حياة البشر على الأرض، ووصلت في بعض المناسبات إلى الاندلاع بسبب عوامل "غاية في التفاهة" إن جاز هذا الوصف.
فبداية من حروب اندلعت بسبب رسالة، أو كلمة تفوه بها أحد قادة الدول العظمى استفزت زعيم دولة جارة له، إلا أنه قد لا يصدق البعض أن هناك حرباً قامت ضد الطبيعة ذاتها.
ففي أستراليا، بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، قامت الحرب ولم تقعد ضد طائر، وباءت في نهاية المطاف بالفشل، وانسحب منها الجنود خائبين مستسلمين.
نعم، ما سمعته صحيح، قام الجيش الأسترالي في ثلاثينيات القرن الماضي بالهجوم بكامل عتاده على طائر في الطبيعة. ثم أعلن انسحابه في نهاية المطاف بعد أن فشل في تحقيق أهدافه!
إليك التفاصيل الغريبة لما يتم تسميتها بـ"أغبى حرب على الإطلاق".

كيف جاءت بدايات الحرب؟
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، أخذ أكثر من 5000 من قدامى المحاربين الأستراليين الأموال والأراضي من الحكومة لإنشاء مزارع في غرب البلاد القاسية والقاحلة، والعيش من خيراتها بعد استصلاحها.
كانت الحياة صعبة، لكنها لم تكن مستحيلة لهؤلاء المحاربين القدامى. ولكن خلال الثلاثينيات من القرن الماضي، أضر الكساد الكبير بالاقتصاد العالمي، وأصاب الجفاف أستراليا بصورة خاصة، نتيجة لطبيعتها القاسية ومناخها الحار. والأسوأ من ذلك، غزت أسراب بلغت أعدادها أكثر من 20 ألفاً من طيور الإيمو المزارع الغربية وهددت إنتاجها، وفقاً للتقديرات آنذاك.
إذ هاجرت طيور الإيمو التي تشبه النعام في أحجامها، من وسط البلاد الحار بحثاً عن الأمان والماء، فوجدت الملاذ في الغرب، وتعلَّقت بقمح المزارعين اللذيذ.
وفي خبر لصحيفة The Sunday Herald الاسكتلندية، عام 1953، قالت نصاً "العدو هو لص قاس، غزير الأعداد، مهاجر من السهول الرملية التي غزت، في نوبة من الجوع، بعضاً من أفضل الحقول الزراعية في وقت نضج الحصاد، لتقتات على المحاصيل بمناقيرها الشرهة".
وبالتالي فقد تسببت طيور الإيمو في تدمير إنتاج المزارعين من المحاصيل، في وقت كانت فيه غلة المزارعين منخفضة بالفعل نتيجة للجفاف والكساد العالمي.
لكن هؤلاء المزارعين كانوا جنوداً قدامى في وقت ليس ببعيد، وما زالوا يمتلكون بنادقهم وأسلحتهم جراء مشاركتهم في الحرب العالمية الأولى. كما كان لديهم أقوى أسلحة استُخدِمَت خلال الحرب العظمى، وهي المدافع الرشاشة.
حتى إن أحد المحاربين المخضرمين في الحرب الغريبة قال لصحيفة The Herald: "هناك طريقة واحدة فقط لقتل الإيمو، وهي بضربه في مؤخرة رأسه عندما يكون فمه مغلقاً، أو من مقدمة فمه عندما يكون فمه مفتوحاً. هذا هو مدى صعوبة الأمر في حربنا ضد تلك الطيور".
ولفتت الصحيفة آنذاك أن الحكومة أقرت مدَّ 52 ألف مقاتل كتكتيك للحماية من "عدو" قد يكون في عُمر القارة الأسترالية نفسها، في حرب لا تهدأ ولا تُحسم نتائجها، وفقاً للتقرير. 
ما هو طائر الإيمو وما مدى خطورته آنذاك؟
الطائر يزن ما بين 30 إلى 50 كيلوغراماً، ويقف بارتفاع يصل لما بين متر ونصف إلى مترين. وهو أحد أكبر الطيور على هذا الكوكب.
لا تستطيع طيور الإيمو الطيران، ولكنها تعوض تلك الإمكانية بامتلاكها سرعة جري فائقة، قد تصل إلى 50 كم في الساعة.
تعيش تلك الطيور في مجموعات، وتتكيف مع البيئة، إذ تعيش في واحدة من أقسى المناخات على وجه الأرض، وهي براري أستراليا.
لذا فقد قامت الطيور الجائعة بالفعل بنهب المحاصيل، وهدمت الأسوار، واستهلكت كميات غزيرة من المياه.
ونتيجة للخطر المحدق بفرصهم في العيش والعمل، سافر وفد من المزارعين الغربيين إلى العاصمة الأسترالية كانبرا، حيث طلبوا المساعدة من الحكومة لمحاربة التهديد الاقتصادي والنقدي.
وبالفعل وافقت الحكومة، وأرسلت الأسلحة اللازمة لمواجهة الطيور بشكل عسكري، إذ أرسلتها لاستخدامها من قِبَل الجنود النظاميين، وليس المحاربين القدامى، بمعنى أن المواجهة مع الطيور أصبحت عملية عسكرية رسمية.