آخر الأخبار
هل تتحرك بغداد لإنهاء الوجود التركي في شمال العراق بعد مبادرة أوجلان؟ - عاجل مواطنو السليمانية غاضبون بشأن تجهيز الكهرباء: ساعتان فقط خلال الـ 24 ساعة الماضية 6 إصابات خطيرة بحادث سير مروع على الطريق السريع في بابل جائزة جديدة في طريقها إلى محمد صلاح القبض على متهمين بجريمة قتل في الديوانية خلال 24 ساعة

مضاعفاته وإحراجاته كثيرة.. ماذا تفعل "التأتأة" منذ الطفولة للكبر ولاسيما للعراقيين؟

محليات | 10-04-2022, 21:33 |

+A -A

بغداد اليوم - تقرير محمود الحسيني
يتعرض الكثير من الذين يعانون من صعوبة في النطق، او ما يسمى "التأتأة"، الى احراج كبير يمكن ان يتسبب باثار سلبية قد تستمر الى طول اعمارهم، وقد يتسبب بفقدان مستقبلهم.

والتأتأة أو "اضطراب الطلاقة" الذي يبدأ في مرحلة الطفولة — هو أحد أنواع اضطراب الكلام الذي ينطوي على مشاكل متكررة وشديدة في الطلاقة الطبيعية وتدفق الكلام. 

يعرف الأشخاص الذين يتلعثمون ما يريدون قوله، ولكنهم يجدون صعوبة في التحدث به. على سبيل المثال، قد يكرر أو يطيل كلمة أو مقطعًا أو صوتًا ساكنًا أو صوتًا من أصوات حرف العلة. أو قد يتوقفون أثناء الكلام لأنهم وصلوا إلى كلمة أو صوت يتسبب في مشكلة لهم.

يُعد التلعثم شائعًا لدى الأطفال الصغار كجزء طبيعي من تعلمهم التحدث. قد يتلعثم الأطفال الصغار حينما يكون كلامهم وقدراتهم اللغوية ليست متطورة كفاية لتتماشى مع ما يودون قوله. يكبر معظم الأطفال ويتخلصون من هذا التلعثم الذي يحدث خلال النمو.

في بعض الأحيان، يكون التلعثم حالة مزمنة وتستمر في مرحلة البلوغ. يمكن لهذا النوع من التلعثم أن يؤثر على الثقة بالنفس والتعامل مع الأشخاص الآخرين.

وفي مجتمع مثل المجتمع العراقي، يتعرض هؤلاء الى التنمر الشديد من قبل المحيطين بهم، وخاصة الاطفال في المدارس، والتي تشعرهم بانهم اشخاص غرباء، مما قد يدفعهم الى ترك الدراسة كليا والانزواء بعيدا عن اي شخص بالعالم.

وهذا ما اوضحه، عبدالله حسين (اسم مستعار)، وهو شاب مصاب بالتلعثم بالكلام، الذي اكد معاناته من كل الاشخاص الغرباء المحيطين به باستثناء اهله.

وقال لوكالة (بغداد اليوم)، ان "هذه الحالة المرضية لازمته منذ كان طفلا، عندما تعرض الى حادث تعنيف تسبب بفقدانه القدرة على النطق بسهولة".

واضاف، ان "هذا الامر سبب لي الكثير من المعاناة متمثل بالتنمر من قبل الاطفال في مرحلة الدراسة الاعدادية، وكذلك من قبل المعلمين والمعلمات الذين كانوا جزء من حالة التنمر".

وتابع، ان "هذا الوضع اشعرني بضرورة اعتزال المجتمع وعدم الاحتكاك وترك الدراسة لكي لا يعرضني للتنمر".

وعن هذا الموضوع .. اوضحت الباحثة الاجتماعية زمن حنين، علامات وأعراض التلعثم، متمثلة بصعوبة البدء في نطق الكلمات أو العبارات أو الجمل ومد الكلمات أو الأصوات داخل الكلمات وتكرار الأصوات أو المقاطع أو الكلمات وصمتًا قصيرًا بين بعض المقاطع أو الكلمات أو توقفًا في أثناء نطق الكلمة (كلمات متقطعة).

وقالت لوكالة (بغداد اليوم)، ان "هذه الشريحة تعاني كثيرا في مجتمع مثل المجتمع العراقي الذي يراه مادة للضحك والسخرية مما يتطلب معاملتهم معاملة خاصة جدا وخاصة في المدارس وطيلة مراحلهم الدراسية".

واصافت، انه "المفترض على وزارة التربية تنظيم صفوف خاصة بهم لمنعهم من الاحراج، ومنحهم الثقة بانفسهم".

وتقول الدراسات ان التلعثم يتسبب بفرط توتر الوجه أو الجزء العلوي من الجسم لإخراج كلمة أو فرط تيبسهما أو حركتهما والقلق من الكلام، ما يتسبب بدوره بقدرة محدودة على التواصل بفعالية قد تصاحب صعوبات الكلام الناجمة عن التلعثم:

ويتسبب ايضا بطرف الجفنين سريعًا
رعشة الشفتين أو الفك اصافة الى حركات لاإرادية في الوجه ونفضات الرأس وشد قبضة اليد.

وقد يتفاقم التلعثم عند شعور الشخص بالإثارة أو التعب أو التوتر أو الخجل أو العجلة أو تحت الضغوط. 

ويمكن لمواقف مثل الحديث أمام مجموعة من الأشخاص أو الحديث على الهاتف أن تكون صعبة بوجه خاص للمصابين بالتلعثم.

مع ذلك، يمكن لأغلب المصابين بالتلعثم التحدث دون تلعثم عند التحدث لأنفسهم أو الغناء أو التحدث بالوقت نفسه مع شخص آخر.

ويستمر الباحثون في دراسة الأسباب الكامنة للتلعثم التنموي. حيث تلعب مجموعة من العوامل دورًا في هذا الشأن. تتضمن الأسباب الممكنة لحدوث الإصابة التلعثم التنموي ما يلي:

- تشوهات في القدرة على التحكم في حركات الكلام. حيث تشير بعض الأدلة إلى أن التشوهات في القدرة على التحكم في حركات الكلام، مثل التناسق الوقتي والحسي والحركي، يكون لها دور في هذا الشأن.
العوامل الوراثية. يميل التلعثم للانتشار بين أفراد الأسرة الواحدة. 

ويبدو أنه يمكن أن ينتج التلعثم عن تشوهات وراثية (جينية).

التلعثم الناتج من أسباب أخرى

يمكن أن تتعطل طلاقة التخاطب بأسباب غير التلعثم النمائي. يمكن أن تتسبب الجلطات أو الإصابات الرضحية في الدماغ أو اضطرابات الدماغ الأخرى في بطء الكلام أو توقفه تكرار الأصوات (التلعثم العصبي).

كما قد تتعطل طلاقة الكلام في سياق الكرب العاطفي. وقد يواجه المتكلمون الذين لا يتلعثمون اضطراب طلاقة الكلام عند تعصبهم أو شعورهم بالضغط. كما قد تساهم هذه المواقف في ضعف طلاقة المتكلم المصاب بالتلعثم.

صعوبات التخاطب التي تظهر بعد صدمة عاطفية (التلعثم العصبي) غير شائعة ولا تشبه التلعثم النمائي.

عوامل الخطر
يُعد الذكور أكثر عُرضةً للتلعثم أكثر من الإناث. وتتضمن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتلعثم ما يلي:

تأخر نمو الطفل. الأطفال ممن عانوا تأخر النمو أو مشكلات التخاطب الأخرى يترجح بكثرة إصابتهم بالتلعثم.
وجود أقارب مصابين بالتلعثم. يميل التلعثم للانتشار بين أفراد الأسرة الواحدة.

الضغط النفسي. يمكن أن يزيد الضغط النفسي في الأسرة أو التوقعات الأبوية المرتفعة أو الأنواع الأخرى من الضغوط من تفاقم حالة التلعثم الموجودة.

المضاعفات

قد يؤدّي التلعثم إلى ما يلي:

مشاكل التواصل مع الآخرين
الشعور القلق بشأن التحدث
عدم التحدث أو تجنب المواقف التي تتطلب التحدث

فقدان المشاركة والنجاح الاجتماعي والمدرسي والعملي

التعرض للتنمر أو المضايقة

انخفاض مستوى الثقة بالنفس