ليست فلكية وإنما عسكرية.. توقعات مثيرة للجدل من عبد الكريم خلف تخص حرب روسيا وأوكرانيا
سياسة | 5-03-2022, 18:58 |

بغداد اليوم - بغداد
توقع الخبير العسكري المختص بالأمن والدفاع الفريق الركن المتقاعد عبد الكريم خلف، اليوم السبت، التوصل خلال أيام الى وقف إطلاق النار بين الدولتين المتحاربتين روسيا وأوكرانيا.
وقال خلف في بيان تلقته (بغداد اليوم)، إن "وقف اطلاق النار ستحدده روسيا خلال ايام بعد ان حققت اهدافها"، مبينا ان "الروس بصدد ترصين وجودها العسكري الذي فرض معادلة تستجيب لطلبات روسيا الامنية وأوكرانيا التي فقدت ثلث اراضيها على طول حدودها الشرقية مع روسيا".
وأوضح أن "استهداف البنية التحتية التي قام الأميركيون والناتو ببنائها في أوكرانيا التي أصبحت بالغة للأمن القومي الروسي، وفق رأيهم، وقلل من أهمية المساعدات التي اعلن الغرب وامريكا عنها وقال اما المساعدات الغربية فتأثيرها موجود لكنه لا يغير المعادلة الامنية على الارض".
وتابع: "عندما تفكك الاتحاد السوفيتي تعهد الغرب بعدم الاقتراب من دول حلف وارشو او حدود روسيا، وكعادته نكث الغرب بوعوده وضم معظم دول اوروبا الشرقية وبرغم ان الغرب لم يتعظ من احداث جورجيا عام 2008 كررها عام 2014 بأسقاط حكومة اوكرانيا ونصب محلها حكومة موالية للغرب ومعادية لروسيا وكانت (القرم )التي سيطر عليها الروس ثمن هذه (المغامرات) التي تهدد أمن اوربا والعالم".
ويرى الخبير الفريق خلف أن "مطالبة روسيا بإلحاح للغرب بجعل اوكرانيا على الحياد لم تفلح (وضعت خطوطا حمراء لحماية امنها القومي) غير انها لم تجد اذانا صاغية منذ اشهر حيث تلوح روسيا بقراراتها (تنفيذ عملية عسكرية) موضحا أنه "كان بالإمكان تجنبها بابعاد اوكرانيا عن شهوة الناتو وجعلها على الحياد لكن التمادي الغربي المتعمد جعل القيادة الروسية تنفذ عملية عسكرية تمتد من القرم جنوبا حتى دونباس شمالا وخلالها تم تدمير البنية العسكرية الاوكرانية البرية والجوية والدفاع الجوي والاسلحة الاستراتيجية ومقرات القيادة والسيطرة ومراكز الاتصالات والبنية التحية للصناعة العسكرية وتفكيك الاله العسكرية".
وأوضح أن "مساعي الغرب (دعم غير مسبوق) بكل الوسائل لأوكرانيا مع عقوبات لم يشهدها التاريخ من قبل جعل موسكو تعلن ان الحرب الباردة انتهت والحرب الساخنة ( بدأت)".
وبالنسبة للتوقعات البديلة إزاء الدعم الغربي الأمريكي لأوكرانيا رجح الفريق خلف "احتمالات نشوب حرب عالمية ثالثة (نووية) من خلال القيام بقصف بأسلحة نووية فوق الفضاء الجوي للدول التي سوف تشترك في الحرب الثالثة مستدركا ان "التصميم الروسي على انجاز اهداف حملته العسكرية بات واضحا ولا توجد ادنى احتمالات التراجع فيه بعد ان انجز الروس الاهداف على الارض بانتظار بصمة الغرب لأنهاء نظام القطب الواحد ليبدأ نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب اذا لم تحصل مفاجآت خطيره قد تغير المشهد للابد".
واستذكر الفريق خلف "بدأ نشر القوات الروسية على حدود أوكرانيا، حسب الصور المرصودة، كان في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، والتي دفعت واشنطن الى التساؤل حول حقيقة الحشود الروسية، التي غلفتها الردود الروسية بالمخادعة العسكرية والسياسية وقالت: إن الجيش الروسي يجري مناورات تدريبية دورية داخل الأراضي الروسية، وأن ليس ثمة نوايا عدوانية ضد أوكرانيا، وتبريرات أخرى، عزا المسؤولون الروس الحشود بالمخاوف من تجاهل كييف للالتزامات التي فرضتها اتفاقية مينسك لحل الصراع الدائر في منطقة دونباس".
وبشان التطورات بتوسع الروس لعملياتهم العسكرية قال إن "تحقيق روسيا انتصار سريع وباقل حجم من الخسائر البشرية والمادية، الأمر الذي لا يوجد فيه شك هو أن بوتين سيتجاوز حدوده الى خارج أوكرانيا، لبناء جدار آمن، حيادي، في جوار روسيا الأوروبي والقوقازي والآسيوي، وربما سيدفع الصين على اتخاذ خطوات سريعة نحو استعادة تايوان لانشغال أمريكا وحلفائها الأوربيين بالأزمة الأوكرانية".
وقال الصحفي سعد السماك: "فيما لاتزال تداعيات كوفيد 19 قاسية على الاقتصاد العالمي، احدثت الحرب الروسية الاوكرانية اضطرابات بقفزة كبيرة باسعار النفط الخام، ويخشى العراق والبلدان المصدرة للنفط من اختلال في توزان سعر البرميل بالسوق العالمي والذي تنشده اعضاء منظمة اوبك ومن خارجها"، مبينا ان "لارتفاع سعر طن الغاز الى 2 الف دولار، ساعد على ارتفاع الطلب على النفط الخام، من دول تعتمد الغاز الطبيعي كوقود في كافة المجالات بديلا عن الوقود الاحفوري".
وأكد أن "هناك علاقة طردية بين توقف الحرب وبين عودة روسيا كممول للدول الاوربية الغاز الطبيعي وانعكاس ذلك سلبيا على الطلب للنفط الخام"، متوقعا "انهيار غير محسوب لسعر البرميل في السوق العالمي تمتد لاشهر عدة، تكون البلدان المنتجة قد فقدت، عنصر السيطرة على كميات النفط الخام المعروض الحالي في الاسواق العالمية".