"بغداد اليوم" تفتح ملف تراجع مستوى الكرة العراقية وتحدد أهم أسبابه والحلول الواجب توفرها
رياضة | 8-12-2021, 13:55 |
بغداد اليوم - بغداد
وجد الجمهور العراقي و أهل اللعبة و المراقبين أنفسهم في حيرة و تردد سؤال طاف حول الجميع. لما هذه السنوات عجاف على ملاعبنا بمواهب ترفد المنتخبات الوطنية و تحقق الانجاز بعد أن كنا أرباب المنصات اسيويا و عربيا.
في ما مضى كان مدربي المنتخبات الوطنية يحتارون اشد حيرة في اختيار تشكيلة الاعبين لكثرة عددهم فكان يقسمون الفرق و تتبارى بينها حتى يختاروا الافضل .. أما الان فأن المنتخب الأول يشكو انعدام وجود بعض الاعبين لمراكز معينة داخل الملعب بصورة واضحة بل تم إشراك لاعبين من غير مركز لسد فراغ الظهير الأيمن حاليا بالمنتخب الوطني المشارك ببطولة العرب كخير مثال.
اهم الاسباب التي بدأ اهل الشأن تداوله هي انتشار ملاعب الخماسي الصغيرة التي أثرت تكتيكيا و تكنيكيا وبدنيا على مستوى الفئات العمرية.. (وكالة بغداد اليوم الإخبارية) اجرت تحقيقها للوقوف على حقيقة هذا الموضوع و الاستماع إلى الحلول و تقديمها للجهات المختصة لعل هناك من تهمه مصلحة الكرة العراقية ويجهد ساعيا لإعادة بريقها الماضي.
استثمار الساحات
الأكاديمي و المدرب كاظم الربيعي أكد انه "بالفعل ان الملاعب الخماسية تعد سببا رئيسي بانخفاص مستوى وعدد المواهب العراقية بكرة القدم و الأمر الذي انعكس جليا على منتخباتنا بالفترات الأخيرة".
و تابع انه "للأسف الساحات الكبيرة التي كانت في الحواري التي أنجبت خيرة لاعبي العراق سابقا قد غيرت وبيعت لاغراض السكن او الاستثمار و حلت مكانها الملاعب الخماسية بصورة كبيرة جدا و أثرت هذه الملاعب تأثيرا مباشر على مستوى تكتيك الاعبين الشبان و هذه مرحلة خطرة كونها مرحلة التأسيس الذي ينطلق منها الاعب".
والإعلام الرياضي كان له رأي سلبي هو الاخر تجاه الملاعب الخماسية حيث لفت الصحفي الرياضي عدي حاتم في شبكة الاعلام العراقي الى ان "الملاعب الخماسية هي احد الاسباب لان وجودها في العراق قائم على الانتفاع من قبل صاحب المشروع ولايهم ماذا سيحل بمن يلعب على هذه الملاعب ومن يقول انها تصنع لاعبين ومواهب اذا سيكون العراق بطل العالم بالخماسي لكن هذه الملاعب كانت سببا في اندثار المواهب وان ظهرت فيها مواهب فستقتصر على حركات بهلوانية بالكرة اي استعراضية غير منتجة وبدلت من انشاء هكذا ملاعب المفروض تنشا بمقاسات ومواصفات دولية وتقتصر فقط على لاعبي كرة الصالات كي نفعل هذه اللعبة".
وحدد مساعد مدرب منتخبنا الأولمبي إبراهيم سالم بعض القضايا الفنية السلبية للملاعب الخماسية، اذ اكد ان "هناك مواهب و أداء عالي جدا للشباب داخل الملاعب الخماسية و السباعية حين تراقب هذه المواهب يبهروك فعلا الا ان هذه المواهب تنتهي و تضمحل عندما تشركها بأول مباراة بملعب نظامي طوله 120 متر وبعرض 70 وهي قياسات الملاعب النظامية بكرة القدم وهذه الحقيقة تواجهنا كمدربين بصورة واضحة وللأسف الملاعب الخماسية أصبحت تجارة من غير رقيب و لاعداد كبيرة هدفها الربح المادي دونما النظر الى الجانب الفني للكرة العراقية بصورة عامة".
ودعا سالم وزارة الشباب و الرياضة "لوضع تعليمات و شروط تنظم عمل هذه الملاعب و عمل ملاعب نظامية كبيرة لأرجاع الشباب إلى الساحات النظامية بكرة القدم و بالتالي نستعيد مواهبنا الكروية التي يجب أن تطور فيما بعد لتصل مستوى الاحترافية".
وذهب لاعب منتخبنا الشبابي الحائز على بطولة غرب آسيا مؤخرا امير محمد إلى أن "ثقافة الاعب الخاصة هي من تقيه سلبية الأداء داخل الملاعب الخماسية لانه لابد أن يدرك ان الافراط باللعب بالساحات الخماسية سيقلل تكنيكه و مردوده البدني كذلك".
وقال: "انا بدأت مع الفئات العمرية بنادي النجف الرياضي و كانت التمارين جميعها على الملاعب النظامية" و بالفترات الأخيرة طلب منا المدرب عماد محمد الابتعاد عن الملاعب الخماسية ليس الخوف فقط من الإصابة لا بل حتى التخوف من انخفاض المستوى التكنيكي للاعبين".
يذكر ان هنالك إجماع علمي اكاديمي و فني على أن انتشار الملاعب الخماسية له تأثير سلبي على مستوى الكرة العراقية و لأجل حل هذه المشكلة الكبيرة لابد من تبني الدولة استراتيجية علمية جديدة بالتعاون مع اتحاد الكرة العراقي للحد من ظاهرة الخماسي التي نخرت كثيرا بجسد الكرة العراقية و المسؤلية تقع على الجميع بما فيها المؤسسات الإعلامية لتثقيف الشباب كرويا و بيان مدى تأثيرها على مستواهم و طموحهم الكروي.