تقرير دولي يدين الصمت المستمر على ضحايا مظاهرات تشرين العراقية

بغداد اليوم - ترجمة 

مرت 32 سنة، على مذبحة ميدان تيانانمن في بكين ، في ذلك الوقت ، كان آلاف الطلاب يتظاهرون بشكل سلمي في العاصمة الصينية ، مطالبين بالديمقراطية وحرية التعبير ،بعد فترة وجيزة ، شهد العالم واحدة من أكثر حملات الاحتجاج وحشية في التاريخ ، حيث أمر النظام الشيوعي الصيني بقمع المتظاهرين وتطهير الميدان ، وقد لا يُعرف عدد القتلى بين الشباب الأبرياء أبدًا ، لكن التقديرات تتراوح بين من المئات إلى الآلاف.

كرّر التاريخ نفسه في عام 2019 في العراق، حيث خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع بغداد والمحافظات الجنوبية للتعبير عن غضبهم من الحكومة الفاسدة التي فشلت في تزويدهم بأبسط مقومات الحياة، يصادف هذا الشهر الذكرى السنوية لتيانانمين العراقية.

وعبر تقرير صحيفة Eurasia الذي ترجمته (بغداد اليوم)، عن امتعاضهِ للسكوت المستمر للمجتمع الدولي، قائلاً "بينما أدلى العراقيون بأصواتهم في الانتخابات المبكرة يوم الأحد، والتي تمت الدعوة إليها ردا على الاحتجاجات الجماهيرية، فإن ذكرى ساحة التحرير تُمحى تدريجياً من الضمير العالمي، وكأن آلاف الضحايا العراقيين إما كانوا غير موجودين أو لا يستحقون العيش والحياة".

أكد تقرير لتقصي الحقائق صادر عن منظمة العفو الدولية ، أن "السلطات العراقية أمرت بنشر قنابل الغاز المسيل للدموع القاتلة ، من بين أسلحة أخرى ، ضد المتظاهرين في بغداد ،فيما بعد "قام فريق التحقق التابع للمنظمة بتحديد الموقع الجغرافي وتحليل أدلة الفيديو بالقرب من ساحة التحرير ببغداد لتوثيق الوفيات والإصابات - حدد خبير المنظمة العسكري ان القنابل المسيلة للدموع تم تصميمها على غرار القنابل العسكرية والتي تصل إلى 10 أضعاف قنابل الغاز المسيل للدموع الثقيلة القياسية ، مما أدى إلى إصابات مروعة تجاوزت 30 الفا واستشهاد مالا يقل عن 600 شخص عراقي عند إطلاقها مباشرة ".

وتابع تقرير الصحيفة انه "منذ تشرين 2019 وحتى اليوم، استمرت المذبحة، فيما فشل المجتمع الدولي في الوقوف بجانب الضحايا الأبرياء أو محاسبة الجهات المسؤولة عن انتهاكاتهم المروعة لحقوق الإنسان".

وأضاف انه "عثر السبت الماضي، على جثة الناشط حيدر محمد الزاملي، 15 عاما، طافية في النهر بمدينة الديوانية، بعد أربعة أيام من اختفائه، ولم يتم محاسبة الجهة المسؤولة عن اختطافه".

واشار التقرير الى ان "ثوار تشرين ادركوا أنهم وحدهم، وعلى ما يبدو، فإن حياتهم ليس لها قيمة عالمية، على سبيل المثال، عندما يموت عضو في حركة حماس، تنطلق المسيرات في عدة مدن حول العالم، ومطالبات من اعضاء في الكونغرس الأمريكي على اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، ودعوات إلى تشريعات جديدة، لكن الصمت بقي مخيم على ضحايا الثورة التشرينية".

وختم التقرير "تيانانمين العراقية هي مجزرة مستمرة قرر العالم التغاضي عنها إلى الأبد".