آخر الأخبار
وزارة التربية تعلن ضوابط اختبارات التسريع السامرائي يؤكد ضرورة تعزيز الشراكة الستراتيجية بين العراق وأمريكا إطلاق حملة لغلق جميع الكراجات المخالفة للضوابط في بغداد عمليات أمنية تطيح بشبكات الاحتيال وانتحال الصفات في 3 محافظات المحكمة الاتحادية تقرر إلغاء الأمر الولائي الخاص بإيقاف العمل بالقوانين الثلاثة

الشاعرة عمارة.. أفول نجمة سطعت إبداعا وعطاء

محليات | 18-06-2021, 14:09 |

+A -A

بغداد اليوم - بغداد

رحلت الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة، اليوم الجمعة، عن عمر ناهز 92 عاما، بعد مسيرة طويلة في مجال الشعر والأدب.  

عمارة، هي مواليد 1929، وتعد أحد أعمدة الشعر في العراق، وولدت لعائلة عريقة ومشهورة في بغداد حيث عمها صائغ الفضة المعروف زهرون عمارة وكانت ديانة العائلة صابئية مندائية عراقية في منطقة الكريمات وهي منطقة تقع في لب المنطقة القديمة من بغداد.

وجاء لقبها عمارة من مدينة العمارة حيث ولد والدها، حازت على شهادة الثانوية العامة في بغداد، وحصلت على إجازة دار المعلمين العالية سنة 1950م، وعينت مدرسة في دار المعلمات. تخرجت في دار المعلمين العالية سنة 1955. 
وهي ابنة خالة الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد والتي كتب عنها في مذكراته الكثير حيث كانت ذات شخصية قوية ونفس أبية. 

ومن قصائدها المعروفة قصيدة "أنا عراقية" بمطلعها لا حيث كتبت هذه القصيدة عندما حاول أحد الشعراء مغازلتها في مهرجان المربد الشعري في العراق حيث قال لها: "أتدخنين.. لا... أتشربين... لا...أترقصين.... لا..ما أنتِ جمع من الـ لا فقالت انا عراقية". عاشت أغلب أيام غربتها في الولايات المتحدة بعد هجرتها من العراق في حقبة النظام السابق.

وكانت عضوة الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء العراقيين في بغداد، وكذلك عضوة الهيئة الإدارية للمجمع السرياني في بغداد، وهي أيضا نائب الممثل الدائم للعراق في منظمة اليونسكو في باريس (1973-1975)، ومدير الثقافة والفنون / الجامعة التكنولوجية / بغداد وفي عام 1974 منحت درجة فارس من دولة لبنان.

بدأت الشاعرة كتابة الشعر في وقت مبكر من حياتها منذ أن كانت في الثانية عشرة، وكانت ترسل قصائدها إلى الشاعر المهجري ايليا أبو ماضي الذي كان صديقاً لوالدها، ونشرت لها مجلة السمير أول قصيدة وهي في الرابعة عشر من عمرها وقد عززها ايليا أبو ماضي بنقد وتعليق مع احتلالها الصفحة الأولى من المجلة إذ قال، إن "في العراق مثل هؤلاء الأطفال فعلى أية نهضة شعرية مقبل العراق". 

ودرست في دار المعلمين العالية – كلية الآداب – وقد صادف أن اجتمع عدد من الشعراء في تلك السنوات في ذلك المعهد، السياب والبياتي والعيسى وعبد الرزاق عبد الواحد وغيرهم، وكان التنافس الفني بينهم شديداً، وتمخض عنه ولادة الشعر الحر. حين كرمتها الحكومة اللبنانية بوسام الإرز تقديراً لمكانتها الأدبية لم تتسلم الوسام (لان الحرب الاهلية قائمة) وكتبت تقول، "لي أي صدر احط الوسام ولبنان جرح بقلبي ينام".

عمارة، كتبت الشعر الفصيح فأجادت فيه كما كتبت الشعر العامي وأجادته كذلك، أحبت الشاعرة لغتها العربية وتخصصت بها ومارست تدريسها فتعصبت لها أكثر دون أن تتنكر للهجتها الدارجة فوجدت نفسها في الاثنين معاً".

ورأت لميعة في اللغة العربية الفصيحة وسيلتها للتواصل مع الآخرين الأوسع، لكنها تجد في لهجتها العراقية العامية ما يقربها من جمهورها المحلي الذي استعذب قصائدها فتحول بعضها إلى أغنيات يرددها الناس،
 ومن دواوينها "الزاوية الخالية" و"عراقية ولو أنبأني العراف" و"البعد الأخير".