آخر الأخبار
حكومة كردستان الجديدة... سفينة تتلاطمها أمواج الغليان الإقليمي الموجة الباردة تدخل ذروتها في العراق.. وهذا موعد الرحيل - عاجل انفجارات في دمشق وسط تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي وزير الداخلية يصدر 3 توجيهات "صارمة" بشأن قضايا الإعتداء على ضباط ومنتسبي الوزارة لترتيب الأوراق مع الأمريكيين.. الكشف عن أسباب عودة الكاظمي إلى بغداد

تردد بغداد يحبط آمال العراقيين في مخيم الهول: لا يزال يضم زوجات وأبناء مقاتلي داعش (صور)

سياسة | 23-05-2021, 15:30 |

+A -A

بغداد اليوم - خاص
تقرير: رسل الخفاجي

مخاوف في العراق من عودة عوائل داعش المقيمين بمخيم الهول في سوريا، حيث أعلنت الحكومة عن نيتها لإعادة 100 عائلة من أصل 30 ألف شخص إلى مخيم الجدعة الواقع جنوب الموصل، مخاوف الناس تجسدت من عودة الإرهاب إلى المحافظة من خلال تنفيذهم عمليات انتقامية أو وجود إمكانية لتسللهم إلى خارج المخيم.

 غير مرغوبين أمنياً 
يقول الصحفي الموصلي زياد السنجري لـ (بغداد اليوم)، إن "مخاوف الناس تتجسد في كون هؤولاء هم من عوائل داعش الذين خرجوا مع العوائل النازحة أبان سيطرة التنظيم على المحافظة، ومن يرغبون بالعودة منهم هم نساء وأطفال أما من صدرت بحقه مذكرات اعتقال فهم سيبقون في مخيم الهول ولن يعودوا إلى العراق، فالنساء والأطفال لايوجد عليهم أي تبعات قانونية ولا ذنب لهم سوى أن ذويهم كانوا ضمن صفوف المسلحين، والاعتراضات تأتي فقط كون لم يتم تأهيلهم فكرياً قبل إعادتهم، كما أن هناك مخاوف من تنفيذهم عمليات انتقامية كونهم لازالوا يحملون الفكر المتطرف". 

وجودهم قنبلة موقوتة
يرى عضو مجلس النواب يونادم كنا ان "استقدام تلك العوائل دون تأهيل هو أشبه بوضع قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، يجب أن يكون هناك دعم ورعاية دولية للعراق في لاحتواء ومعالجة هؤولاء من المقيمين في مخيم الهول من عوائل داعش وغيرهم، فعدد 30 ألف نسمة خطير جداً ومن الممكن ان يحتج أبناء الموصل وغيرهم من التعامل بهذ الملف بطريقة غير ناضجة".

تم استغلاله سياسياً 
بينما يرى النائب أحمد الكناني ان "موضوع استقدام العوائل قد تم استغلاله سياسياً ويقول انه "يجب أن إبعاد هذا الملف عن التجاذبات السياسية كونه ملف أمني، فان متهمين بقضايا إرهاب أو متورطين مع داعش يتوجب اتخاذ إجراءات حكومية ضدهم وبالتالي هناك جنبة إنسانية لابد من مراعاتها كحكومة عراقية بالنسبة للأطفال باعتبار انهم لا يجب ان يتحملوا وزر آباءهم واعتقد هو ملف شائك وللأسف الشديد ادارته في هذه المرحلة وهناك قوى سياسية تستخدمه كدعاية انتخابية ويجب ان نبعد عن مثل هذه الأمور ومن يثبت تورطه مع داعش يجب محاكمته لينال جزاءه العادل".

ليسوا عوائل داعش
وزارة الهجرة خلال حديث لها مع (بغداد اليوم) قالت إن "المتواجين في مخيم الهول هم ليسوا من عائلات داعش، انما هم عوائل عراقية من عدة مناطق بضمنها الجزيرة والحضر والبعاج، موجودة هناك منذ 2016 – 2017 نزحت من مناطقها أبان العمليات العسكرية ضد التنظيم باتجاه الأراضي السورية المسيطر عليها قوات كردية سورية وتم تحويلهم إلى المخيم، والجهات الأمنية تأخذ على عاتقها التدقيق الأمني بالنتيجة، وعودتهم إلى العراق تأتي وفقاً لرغبتهم ولم يتم إجبار أي أحد وأغلبهم من النساء والأطفال وهناك بعض الشيوخ".

نرغب بالعودة لمناطقنا
تقول أم عبد الرحمن أحد المقيمين في مخيم الهول لـ (بغداد اليوم)، ان "الأطفال في داخل المخيم لايعيشون ظروف اعتيادية كما هو الحال لدى أقرانهم، فهم يتربون وسط بيئة صعبة من الممكن أن تأهلهم مستقبلاً إلى أن يكرهوا بلدهم وحكومتهم، لانريد سوى العودة إلى موطننا الأصلي وأن نعيش حياة طبيعية وينشأ أطفالنا في بيئة سليمة فهم لايتحملون ذنب وانتماء أحد ذويهم لداعش او نزوحهم بسبب الحرب".

استراتيجية أميركية جديدة
وللمرة الأولى تتعامل الولايات المتحدة الأميركية مع موضوع يخص النازحين بهذه الطريقة، حيث أعرب الجنرال الأميركي المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكنزي عن تفاؤله بأن بعودة النازحين المقيمين في مخيم الهول، متعبراً أن وجودهم لفترة طويلة داخل المخيم أمر محبط كون وجود آلاف العراقيين في بيئة خصبة لإنتاج مقاتلي داعش من جيل الشباب، وقال ماكنزي للصحفيين الذين رافقوه إلى سوريا "الأمم بحاجة إلى إعادة المواطنين إلى مواطنهم الأصلية  ومن ثم إعادة دمجهم بالمجتمع والتخلص من الأفكار المتطرفة عند البعض منهم لجعلهم عناصر منتجة في مجتمعاتهم".

ويرى مراقبون أن اختلاف الاستراتيجية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط الان يعود إلى اختلاف النهج بين إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب العدوانية اتجاه المنطقة عن سياسة الرئيس الحالي جو بايدن الذي يرى أن الحلول الدبلوماسية هي الأفضل لحلحلة الأزمات وهذا يعنعكس على الفرق في التعامل مع القضايا الخارجية بين الديمقراطيين والجمهوريين 

قليل من الشك
يشك مسؤول أميركي رفيع من وجود نية صادقة لدى الحكومة العراقية بإعادة مواطنيها المقيمين في مخيم الهول، فبعد تصريحات سابقة لعدد من القادة العراقيين تحدثوا فيها عن إعادة بعض مواطنيهم ، لكنهم لم يتابعوا ذلك ما انعكس على الخطط التي تمت مناقشتها الأسبوع الماضي، حيث بدت الأمور غير واضحة إذا كانت ستكون خطوة أولى لتغيير قواعد اللعبة.

لاتوجد توجيهات لأعادتهم
قائد عمليات نينوى اللواء محمود الفلاحي نفى لـ بغداد اليوم وجود أي توجيه أو أوامر بإعادة العوائل من مخيم الهول في سوريا إلى مخيم الجدعة الواقع جنوب الموصل، فيما أشار إلى أن الأمر هو عبارة عن دعاية انتخابية مبكرة وروجت لها بعض وسائل الاعلام التي نقلت المعلومة بشكل مغلوط 

وأوضح الفلاحي انه عندما سيكون هناك توجيه بإعادة تلك العوائل فلن يتم إدخال أي شخص دون تدقيق أمني، وهناك عوائل عراقية موجودة في المهجر نزحوا بسبب العمليات العسكرية وانجرفوا باتجاه القرى السورية أبدت رغبتها بالعودة ولايمكن إعادة أي عائلة من ذوي داعش دون أن يتم تدقيقهم أمنياً ولغاية الان لاتوجد أي أوامر إعادة أي عائلة إلى العراق.

ويعد مخيم الهول مأوى لقرابة 70 ألف شخص 30 ألف نسمة منهم عراقيين وأعلنت وزارة الهجرة في وقت سابق عن نيتها لإعادة 100 عائلة تقدموا بطلب ولم يتم إجبار أي منهم بأي شكل من الأشكال، ورفضت العديد من الدول إعادة مواطنيها الذين كانوا الذين جاءوا من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى تنظيم  داعش بعد إعلانها "الخلافة" في عام 2014. وانتهت سيطرة الجماعة الفعلية على الأراضي في عام 2017.