آخر الأخبار
القبض على 4 متهمين بتجارة الكتب الأثرية في صلاح الدين باحث إيراني: واحدة من توترات طهران والإقليم رفض الإنسحاب الأمريكي من العراق اعتقال 3 مطلوبين بالمخدرات بينهم امرأة في ميسان اندلاع حريق بسوق قيصري في قلعة أربيل القبض على متهم بالقتل وآخر بالإخبار الكاذب في بغداد وذي قار

لماذا ترفض هيفاء وهبي التعامل مع لقاح كورونا؟

محليات | 10-12-2020, 14:59 |

+A -A

بغداد اليوم- متابعة

يكاد البشر ينسون قائمة طويلة من الأمراض الفتاكة التي استطاعت اللقاحات أن تقضي عليها وتنهي خطورة انتشارها على نطاق واسع،  مثل التيتانوس، والجدري، وشلل الأطفال، وفيروسات الكبد الوبائي (أ) و(ب)، والحصبة، والحصبة الألمانية وغيرها.

ورغم النجاح التاريخي للقاحات في القضاء على هذه الأمراض، فلا تزال الشائعات والدعوات المعارضة للقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد مستمرة، على الرغم من تأكيد أكثر من جهة علمية حول العالم بسلامة اللقاحات وفعاليتها ضد الفيروس القاتل.

وانضمت الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي إلى دعاة الامتناع عن تلقي اللقاح، عبر حسابها على إنستغرام، قائلة أنها لا ترغب في الحصول على اللقاح، نظرا لسرعة العلماء في تطويره بعد عام على تفشي الوباء.

وكتبت الفنانة اللبنانية: "40 عاما من البحث لا لقاح للإيدز. 100 عام من البحث لا لقاح للسرطان. الأبحاث مستمرة ولا لقاح لنزلات البرد. ولكن الآن في أقل من عام لدينا لقاح ضد فيروس كورونا وتريدوني أن أحصل عليه. شكرا لا أريد ذلك".

ويعد اللقاح وسيلة وقائية للحماية من الأمراض، وهو يعطى على شكل حقنة غالبا لتكوين مناعة في الجسم ضد مرض معين، حيث يحفز اللقاح الجهاز المناعي لتكوين أجسام مضادة تكون مستعدة لمهاجمة الجسيم الفيروس حال دخوله للجسم.

لقاحات السرطان

وصل العلماء بالفعل إلى لقاح معتمد ضد فيروس "HPV" الذي يمهد لسرطان عنق الرحم، حيث حصل اللقاح على اعتماد عالمي لتطعيم الأطفال بين 9 إلى 11 عاما بهذا اللقاح.

ويمنح اللقاح حماية ضد أمراض سرطانية أخرى منها سرطان مؤخرة الحلق، وسرطان المهبل، وهو اللقاح الذي يؤخذ على جرعتين تفصل بينهما 6 أشهر.

وفي الشهر الماضي، وضعت منظمة الصحة العالمية استراتيجية للقضاء على سرطان عنق الرحم، من شأنها تجنيب وفاة ما يُقدّر بخمسة ملايين سيّدة وفتاة بسبب المرض بحلول عام 2050.

وتتضمن الاستراتيجية، التي دعمتها الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية في جمعية الصحة العالمية الأسبوع الماضي، تطعيم 90 في المئة من الفتيات في سن 15، والفحص المبكر لـ 70 في المئة من النساء في سن 35 ومرة أخرى في سن 45، وعلاج 90 في المئة من النساء المصابات بأمراض عنق الرحم.

وقالت مساعدة المدير العام للمنظمة، برينسيس نوثمبا سيميليلا: "هذا إنجاز كبير في مجال الصحة العالمية، لأنه المرة الأولى التي يمكن الوقاية من نوع معين من السرطان عبر لقاح".

في سبتمبر الماضي، أجريت تجارب سريرية بشرية على لقاح قادر على مهاجمة الأورام في جميع أعضاء الجسم، وهو اللقاح الذي طوره علماء بجامعة ستانفورد.

ويعمل العلماء على إجراء دراسات مختلفة للحماية من الأمراض السرطانية، لكن هذه الدراسات لم تحصل على الزخم الذي حصلت عليه لقاحات فيروس كورونا المستجد الذي بات وباء عالميا تسبب في إحداث شلل غير مسبوق في العالم.

لكن لا يوجد أمل قريب في الحصول على لقاح ضد السرطانات عموما،  فهناك أنواع مختلفة من هذا المرض الخبيث الذي يصيب أجزاء متفرقة من جسم الإنسان، إذ لا تعتبر السرطان ناجمة بصورة مباشرة عن فيروس غالبا.

عوامل الإصابة بالسرطان كثيرة ومتعددة، وترتبط ببعضها البعض، وفي كثير من الأحيان، تكون ناتجة عن مزيج من العوامل الجينية الوراثية، والظروف البيئية، والعادات الشخصية في المأكل والمشرب، فلا يمكن خلق لقاح يقي من كل ذلك بالتقنيات المتوافرة حاليا على الأقل.

الإيدز

رغم مرور 40 عاما على تشخيص المرض، إلا أن العلماء لم يصلوا بعد إلى لقاح فعال ضد فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" (HIV) حتى اليوم.

وبالرغم من عشرات المحاولات لإنتاج لقاح مضاد للإيدز منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن والتي دخلت بعضها التجارب البشرية، إلا أن كل المحاولات لم تصل لدرجة النجاح لعدد من الأسباب منها التحور المستمر لفيروس "HIV" الذي يجعل مسألة الوصول إلى لقاح له صعبة، فالأمر في الحقيقة ليس صراعا ضد فيروس واحد، بل فصيلة فيروسية تتحول باستمرار، وتشهد تغيرا في شكل الفيروس بسرعة فائقة.

ويتغير شكل الفيروس باستمرار على عكس فيروس كورونا الذي يملك شكلا معروفا، هذا خلاف الأنواع الفرعية التي تظهر لفيروس الإيدز.

بالإضافة إلى ذلك، إلى أن فرص التعافي التام من مرض الإيدز محدودة وهذا لا يمنح الإنسان المصاب فرصة لتحقيق استجابة مناعية مستقبلية لهذا الفيروس.

ففي فيروس كورونا المستجد، تستخدم بلازما الدم للمتعافين لعلاج الأشخاص المصابين بكوفيد-19، على الرغم من حداثة المرض، حيث يعتمد العلماء على المناعة الطبيعية لتحديد الاستجابة المناعية التي تجعلهم يطورون لقاح.

ومع ذلك، يستمر العلماء في إجراء أبحاث ودراسات للوصول إلى لقاح يكافح الإيدز، وهناك تجارب واعدة تبشر بقرب حل لغز الفيروس.

نزلات البرد

رغم أن نزلات البرد تعتبر مرضا بسيطا، إلا أن هناك لقاحات معتمدا ضد الإنفلونزا الموسمية.

وينصح الأطباء بالحصول على اللقاح المضاد للإنفلونزا الموسمية سنويا، على الرغم من عدم توفير اللقاح الحماية الكاملة ضد نزلات البرد.

ويعود السبب وراء ذلك إلى التحور الفيروسي الهائل لهذا المرض والذي لا يعطي اللقاحات فعالية كبيرة ضده أحيانا، بسبب التطور المستمر لفيروسات الإنفلونزا.

وينتج الجهاز المناعي أجساما مضادة للحماية من فيروسات الإنفلونزا بعد الحصول على اللقاح، لكن مستويات هذه الأجسام المضادة تنخفض مع مرور الوقت، وهذا ما يفسر سبب الحاجة لتلقي لقاح الإنفلونزا كل عام.

هناك جهود بحثية لتطوير لقاحات قادرة، على الأقل، من الحماية من أغلب سلالات الإنفلونزا، لكن نظرا لأنه مرض بسيط يتعافى أغلب مرضاه بعد أيام من الإصابة، فإن ذلك يقلل من الاهتمام به ومن الأموال المخصصة للجهود البحثية.

تحذيرات من الشائعات

وسبق أن حذرت مسؤولة دائرة التلقيح في منظمة الصحة العالمة كاثرين أوبارين من التشكيك في جدوى اللقاحات، وقدرة تلك الشائعات على إفشال الجهود العالمية لدرء خطر فيروس كورونا، مشيرة إلى انتشار نظريات المؤامرة بين معارضي اللقاحات واستخدامهم للتضليل الإعلامي.

وتعهد العديد من الساسة والمشاهير حول العالم، ومنهم رؤساء أميركا السابقون بيل كلينتون جورج بوش وباراك أوباما بتلقي اللقاحات علنا لزيادة الثقة في سلامته بين جموع الناس.