ليلة قصف الخضراء.. واشنطن تندد بصوتٍ عال وفصيل يستبعد فرضية ’’الطرف الثالث’’
سياسة | 18-11-2020, 21:29 |
![](/uploads/posts/MediaStorage/GalleryImages/140159.jpg)
بغداد اليوم _ بغداد
استهدف عدد من الصواريخ، مساء أمس الثلاثاء، المنطقة الخضراء وسفارة الولايات المتحدة في بغداد، وذلك بالتزامن مع إعلان واشنطن عن سحب جزئي لقواتها من العراق، وفيما توالت ادانات الهجوم عربية وأوروبية، دعت السفارة الأميركية في بغداد الحكومة إلى اعتقال ومحاسبة المنفذين.
ويعد الهجوم الصاروخي الأخير، هو الأول منذ أكثر من شهر لهدنة أعلنتها الفصائل المسلحة، حيث أعلنت، أنها لن تستهدف السفارة الأمريكية شرط أن تعلن واشنطن سحب جميع قواتها في موعد قريب، لكن أي جهة معروفة لن تعلن مسؤوليتها عن الهجوم.
توعد بالملاحقة
ودوت صفارات الإنذار من السفارة الأمريكية داخل المنطقة، التي تضم أيضاً مبان حكومية وبعثات أجنبية، فيما أصدرت قيادة العمليات المشتركة، بياناً أكد سقوط 7 صواريخ كاتيوشا استهدفت المنطقة الخضراء وأوقعت عدداً من الضحايا.
وذكرت القيادة في بيان تلقته (بغداد اليوم)، أنه "مع استمرار الحكومة العراقية بتحقيق المكتسبات السيادية، ورفع مستوى مهنية وكفاءة قواتنا الامنية وجاهزيتها لمجابهة التهديدات الارهابية، وهو ما تكلل بالإعلان عن سحب المئات من القوات الاجنبية من العراق، تصر بعض القوى الخارجة على القانون، وعلى الاجماع الوطني، وعلى رؤية المرجعية الدينية، على اعاقة مسار تحقيق المنجزات السيادية، وتؤكد من جديد رهانها على خلط الاوراق ومحاربة الاستقرار، خدمة لمصالحها واهدافها الضيقة البعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية".
واضافت قيادة العمليات، أن "ما شهدته العاصمة بغداد مساء اليوم الثلاثاء، من سقوط عدد من المقذوفات على ساحة الاحتفالات والمناطق المحيطة بها، وقرب مدينة الطب والزوراء وأدى الى استشهاد طفلة وإصابة خمسة من المدنيين، لن يمر دون ملاحقة وحساب".
وتابعت أن "اجهزتنا الامنية والاستخبارية، قد شرعت بإجراءات تشخيص الجناة لينالوا جزاءهم العادل".
ادانة بريطانية مصرية
وادان السفير البريطاني في العراق، ستيفن هيكي، اليوم الأربعاء، الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة الخضراء يوم أمس.
وذكر هيكي في تغريدة عبر منصته بـ"تويتر"، قائلا :"أعرب عن تعازيّ لضحايا الهجمات الصاروخية التي وقعت يوم أمس".
واضاف: "أدين هذه الهجمات من قبل الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون والتي تؤدي فقط الي ترويع العراقيين والاضرار باستقرار العراق".
وأعربت جمهورية مصر، اليوم الأربعاء، عن بالغ إدانتها للهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة الخضراء في العاصمة.
وبحسب بيان رسمي تقدمت مصر "حكومة وشعبا لحكومة جمهورية العراق وشعبها الشقيق بصادق تعازيها في هذا الحادث البغيض وتمنياتها بالشفاء العاجل للمُصابين".
وشدد البيان، على استنكار جمهورية مصر "الكامل لتلك المُمارسات العدوانية الآثمة"، داعيةً كافة الأطراف إلى "النأي بالعراق عن أية تجاذبات لا تُعلي مصالحه الوطنية"، فيما أشار البيان إلى تأكيد "مصر على دعمها للعراق الشقيق فيما يتخذه من إجراءات لحماية أمنه ولُحمته الوطنية".
ومنذ أشهر تتعرض المنطقة الخضراء (تضم مقرات حكومية وبعثات سفارات أجنبية) في بغداد، إلى جانب قواعد عسكرية تستضيف قوات التحالف الدولي، وأرتال تنقل معدات لوجستية، لقصف صاروخي، وهجمات بعبوات ناسفة من قبل جهات لا تزال مجهولة.
دعوة من السفارة الامريكية
وعلقت السفارة الاميركية في بغداد، مساء اليوم الأربعاء، على استهداف الخضراء بقصف صاروخي، كان يقصد مبنى السفارة.
وقالت السفارة في بيان "تدين حكومة الولايات المتحدة بشدة الهجوم الصاروخي الذي وقع يوم أمس في بغداد وأسفر عن مقتل طفل عراقي وإصابة مدنيين عراقيين آخرين.
وأضافت: "يستمر الخارجون عن القانون في زعزعة استقرار العراق، وقتل المواطنين العراقيين، وتهديد سيادة العراق"، داعية الحكومة إلى "اعتقال ومحاسبة أولئك الذين يواصلون ارتكاب أعمال العنف ضد الدولة العراقية".
وأعلن العقيد واين ماروتو المتحدث باسم التحالف الدولي، في وقت سابق اليوم، ان الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة عسكرية عراقية في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد لم يسفر عن خسائر في صفوف قوات التحالف.
رسالة مدروسة
من جانبه، رأى المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، اليوم الأربعاء، أن قصف القاعدة العسكرية في السفارة الأمريكية ليلة أمس الثلاثاء، رسالة مدروسة بدقة عالية، بالتالي على القوات الأمريكية أن تعي أن المهلة لا تستمر إلى الأبد.
وقال الفرطوسي، في حديث لـ (بغداد اليوم)، إنه "ليس هناك اتفاق ما بين الفصائل والقوات الأمريكية، وإنما هناك مهلة منحتها الفصائل للإدارة الأمريكية لسحب قواتها من العراق"، مبينا أن "الفصائل التي أعطت المهلة لم تتبنَ عملية ليلة أمس الثلاثاء".
وأضاف، أن "المهلة ليست مستمرة إلى الأبد بالنتيجة على الإدارة الأمريكية أن تستجيب بسحب كامل قواتها من العراق، من أجل تجنب ضربات مماثلة".
وأوضح أنه "ليس هناك طرفاً ثالثاً أو محاولة لخلط الأوراق كما يروج لها البعض، لان الرد متوقع باعتباره حق متاح لجميع العراقيين المتمكنين عسكريا".
وأستدرك أن "ضربات البارحة كانت رسالة دقيقة يجب أن تقرأ بشكل صحيح، وتدل على أن الذي استهدف يعي ماذا يريد والقضية مدروسة بشكل دقيق".
وكانت الصواريخ التي تسقط بشكل شبه يومي على المنطقة الخضراء وقرب السفارة الأمريكية، دفع الولايات المتحدة تتجه إلى قرار بغلق سفارتها في بغداد وسحب بعثتها الدبلوماسية، لتسارع الحكومة العراقية بإقناع الإدارة الأمريكية بالعدول عن القرار، لتعلقه الأخيرة دون إلغائه، وفقاً لما قاله وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين آنذاك.