آخر الأخبار
المحاور ام الاعتدال.. هل نجح العراق بإدارة علاقاته مع واشنطن وطهران؟ - عاجل خطة بديلة تضع مهاجم إنتر على أبواب الدوري السعودي الهند تعتقل دبلوماسية أفغانية بعد محاولتها تهريب 25 كم من الذهب واسط تقرر تعويض الفلاحين عن محاصيلهم المتضررة بسبب الظروف الجويّة الأخيرة وزير النفط يعلن عبر "بغداد اليوم" تشكيل لجنتين لاستئناف تصدير نفط كردستان عن طريق سومو

رئيس الجمهورية: يعيش العراق اليوم مرحلة تحولات حساسة وخطيرة ويجب أن تقوم الإنتخابات بعيداً عن التزوير

سياسة | 29-08-2020, 19:50 |

+A -A

بغداد اليوم _ بغداد 

وجه رئيس الجمهورية، برهم صالح، اليوم السبت، كلمة عزاء للمسلمين في العراق والعالم بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف، وفيما أشار خلال الكلمة إلى أن البلاد تعيش مرحلة تحولات حساسة وخطيرة، شدد على ضرورة اجراء الإنتخابات المقبلة بعيداً عن التزوير.

وأكد برهم صالح، في الكلمة، أن الإمام الحسين (عليه السلام)، كان ولا زال وسيظَل خالداً بمشروعه الإصلاحي وإنسانيته التي تجلَّت حتى مع أعدائه أثناء المعركة، مشيراً إلى أن الإمام (ع) رمز للتحرر والتعايش السلمي والتصالح مع الذات، فهو جامع الجميع، ولا يقف عند مذهب أوطائفة أو قومية، و قد تحولَ من شخصية ثائرة إلى شاخص لكل الثوار، ومن إنسان مؤمن إلى رمزٍ للإيمان، ومن رجل مصلح إلى رمز للإصلاح.

وفي ما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) صدق الله العظيم أيُّها الشعبُ العراقيُ الأبيّ أيُّها الأحرارُ في أرجاء المعمورة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع بدايةِ شهرِ محرّمٍ الحرام، وعاشوراءِ الحزنِ لسِبْطِ النبيِّ في فاجعة الطف الخالدة، والتي قضى فيها الإمامُ الحسينُ (عليه السلام) شهيداً، يرافِقُهُ ركبٌ من أهلِ بيتِهِ وصحبِهِ، أحببتُ أن أُطلَّ على أبناءِ شعبِنا لأضمَّ صوتي إلى صوتِهم، وحزني إلى حزنِهِم، ومواساتي إلى مواساتهم.

الحسين (عليه السلام)، كانَ ولا زالَ وسيظَلُّ خالداً بمشروعِهِ الإصلاحيِّ وإنسانيتِهِ التي تجلَّت حتى مع أعدائه أثناءَ المعركة، خالداً بركبِهِ وهو يحملُ نساءَ الرسالةِ وصحبَهُ الذين تنوعوا بين عربيٍّ وأعجميٍّ ومسيحيٍّ وروميٍّ وعبدٍ وحُر، وهذا دليلٌ على شمول ثورة الحسين للجميع، ودليلٌ على أنهُ، عليهِ السلام، للكلِّ، ويقفُ مع الكلّ، في مظلوميتِهم دون تفريقِ عِرْقٍ أو لونٍ أو طائفة. في عاشوراء الحسين ما أحوجنا أيُّها الأحبةُ إلى إنسانيةِ الحسين وإيثاره ووقفتِهِ بوجهِ الظلم والجَوْرِ، ونصرةِ المظلومين.

الحسينُ رمزٌ للتحررِ والتعايشِ السلمي والتصالحِ مع الذات، فهو جامعُ الجميع، لا يقفُ عند مذهبٍ أو طائفة أو قومية، و قد تحولَّ من شخصيةٍ ثائرةٍ الى شاخصٍ لكل الثوار ومن إنسانٍ مؤمنٍ الى رمزٍ للإيمان، ومن رجلٍ مصلحٍ إلى رمز للإصلاح.

 يا أبناء شعبنا الصابر تمرُّ عاشوراءُ الحسين هذا العام والعالمُ كلُّهُ يعيشُ بأزمةٍ كبيرةٍ في ظلِ صراعاتٍ وفي ظلِ انتشارِ جائحةِ كورونا التي ألقتْ بظلالِها على كل مرافق الحياة، والتي أثبتَ من خلالهِا أبناءُ شعبِنا أنهم على أثرِ الحسين في تكافلِهم الاجتماعي مع الفقراء والمحتاجين وبصمودِ جيشهم الأبيضِ مع المرضى والمصابين.

العراقُ اليومَ يعيشُ مرحلةَ تحولاتٍ حساسةٍ وخطيرة، فالعراقيونَ بعد معاناةٍ طويلة وحرمانٍ مديدٍ يتطلعونَ إلى العدالة وسيادة القانون، وإنهاء الفساد و تأمين الحياةِ الحرةِ الكريمة، يتطلعون إلى ترسيخِ مرجعية الدولة المقتدرة ذات السيادة الكاملة وغير المنقوصة و المحتكمة إلى الدستور والقانون. فلابدَّ من تلبيةِ الاستحقاق الوطني في الإصلاح، وذلك من خلال الاحتكامِ إلى الشعب في انتخاباتٍ مبكرة و التي يجب أن تكونَ في أجواء تسودُها الثقةُ بعيداً عن التلاعب والتزوير، وهو ما يتطلب توفيرَ المستلزماتِ الفنية والقانونية لتطمينِ العراقيين بنزاهتِها وصدقِها، و تمکینهم من ممارسة حقهم الدستوري في تقرير مصير بلدهم وانتخاب نوابهم وحكومتهم بعيداً عن كل قيمومة أو تدخل أو تلاعب. وهي دعوة لنا، وللفرقاءِ والشركاءِ أن نقتفي أثَرَ الإمام الحسين( عليه السلام) في خدمةِ أبناءِ شعبِنا والوقوفِ معَهُم في بناءِ الوطن ودفعِ شرورِ الأعداء عنهُ وتقديمِ كلِّ شيءٍ يرفعُ المعاناةَ عن كاهلِ العراق الذي يستحقُ كلَّ خيرٍ وأمان وازدهار.

عظَّمَ اللهُ أجرَ المُعزّينَ بشهادةِ سِبطِ الرسول، عزائي للمرجعيةِ الدينيةِ الرشيدة ولكلِّ الخيّرينَ في العالمِ الذين تعلموا من الحسين، واتّبعوا منهجَهُ.

حفظَ اللهُ العراقَ وشعبَهُ وقواتِهِ الأمنيةَ بكلِ صنوفِها من كلِّ سوءٍ، ورحمَ الله كلَّ الشهداء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.