آخر الأخبار
هل أصبح عقل المواطن الكردي محصورا ومخدرا بقضية الرواتب؟ اسعار النفط العراقي تهوي لما دون 80 دولارا تحرير المختطف اياد سعيد الجبوري في ديالى القانونية النيابية تؤكد شرعية جلسة "السلة الواحدة".. الاعتراض أمر وارد القبض على 5 أشخاص رددوا شعارات "طائفية" في الأعظمية

انتقادات لإجراءات منع السفر: "أفضل سيناريو لنشر كورونا"

محليات | 20-05-2020, 19:40 |

+A -A

بغداد اليوم-متابعة

فوضى، ونقطة انتشار للوباء، هكذا وصف تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز إجراءات حظر السفر التي فرضتها العديد من الدول لمنع وصول فيروس كورونا لها.

ما يحصل في العالم الآن أثبت أن إجراءات حظر السفر لم تنجح في وقف انتشار الفيروس الذي طال قرابة 5 ملايين شخص حول العالم، وتسبب في وفاة أكثر من 323 ألف شخص.

وعلى سبيل المثال فقد اكتظت المطارات الأميركية بالمسافرين العائدين للولايات المتحدة بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه سيتم فرض قيود سفر على دخول المسافرين القادمين من دول أوروبية، ورغم أنها تشمل الأجانب فقط إلا أنها تسببت في إلغاء الأميركيين لإجازاتهم التي يقضيها العديد منهم خارج البلاد، والعودة برحلات طيران تعج المسافرين.

حالة الارتباك التي حصلت على الأرجح شكلت البذور الأولى لانتشار المرض بشكل أسرع، حيث وجد العديد أنفسهم جنبا إلى جنب في قاعات استقبال مكتظة ومسافرون أصحاء يتشاركون الهواء مع آخرين مصابين بالفيروس والذين كان بعضهم لا يعلم أنه مصاب بالأصل.

في منتصف مارس الماضي شهد ما لا يقل عن 12 مطار في الولايات المتحدة حالة من الارتباك بسبب عدم القدرة على التعامل مع أعداد المسافرين الكبير القادمين من أوروبا ودول أخرى، حيث كانت المطارات تجري فحوصات للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا.

الفحوصات التي كانت تجرى لم تكن كافية أو حتى عملية، وكانت تعتمد على استبيان يجيب فيه المسافر عما إذا كان يشعر بأي من أعراض المرض أم لا، وكان يسمح للجميع بالدخول من دون أي اختبارات حقيقية.

العديد من المسافرين كانوا قد غردوا منتقدين الإجراءات والاكتظاظ في صالات المطارات معتبرين أن هذا الأمر يمثل "أفضل سيناريو من أجل نشر المرض لا الحماية منه"، حسب المجلة الأميركية.

أزمة الجائحة الحالية أثبتت أن حظر السفر وإغلاق الحدود لا يفعل سوق القليل لوقف انتشار فيروسات من هذا النوع، كما أثبتت الدول أنها لم تتعلم شيئا من الأوبئة التي حصلت سابقا، وعلى سبيل المثال كانت دراسة نشرتها مجلة هارفارد للصحة العامة قد كشفت أن حظر الطيران وإغلاق الحدود خلال وباء أيبولا في 2014 لم تكن فعالة في السيطرة على انتشار المرض، ولكنها جعلت من مكافحة المرض أكثر صعوبة.

دراسة أخرى نشرتها عملية أخرى مطلع العام الحالي كانت قد وجدت أن قيود السفر كان لها أثر في منع انتشار المرض إلى مناطق أخرى بنسبة لا تتجاوز 3 في المئة.

وأشار تحليل فورين أفيرز أن "قيود السفر المتسارعة والعشوائية" لا تخفف من حدة انتشار المرض ولكنها تؤدي إلى نتائج عكسية، وهذا ما كان ظاهرا في إجراءات الولايات المتحدة وحتى جارتها كندا، وحتى في الدول الأوروبية.

أما الدول التي كان حظر السفر فيها فعالا، فكانت دولا مثل نيوزلندا تايوان وحتى بعض الدول العربية التي اتبعت إجراءات محددة بوقف الرحلات، ودخول أي شخص للبلاد يجب أن يسبقه وضعه في الحجر في فنادق مخصصة لضمان السيطرة ومعرفة الحالات المصابة من غيرها.

وخلص التحليل بأن إجراءات حظر ووقف السفر لا يكون فعالا من دون حزمة إجراءات أخرى، والتعامل بشكل صارم مع المسافرين القادمين بحيث يتم وضعهم في حجر إلزامي بمنازلهم أو بمناطق مخصصة لذلك، ومنعهم من الاختلاط بالآخرين، وهذا لم تفعله إدارة الرئيس الأميركي ترامب.