بغداد اليوم/ متابعة

وأخيراً عادت كرة القدم للدوران مجدداً بعد فترة توقف دامت لشهرين بسبب جائحة فيروس كورونا، الدوري الألماني هي أول بطولة ستعود لها الحياة والتي ستنطلق اليوم السبت من خلال مباراة ديربي الرور بين بوروسيا دورتموند وشالكه على ملعب سيجنال إيدونا بارك.

وأخذ الدوري الألماني الخطوة الجريئة التي انتظرها جميع عشاق الساحرة المستديرة، صحيح أن المباريات ستقام بدون جماهير، لكن عودة الصراع بين 22 لاعباً في مستطيل أخضر يعطي جرعة تفاؤل وأمل في ظل الظروف النفسية الصعبة التي يعيشها العالم، كما أنها خطوة تمهد لعودة باقي الدوريات الكبرى في شهر جزيران القادم، باستثناء الدوري الفرنسي الذي تم إنهاء الموسم به ومنح اللقب لباريس سان جيرمان الذي كان يتصدر بفارق مريح.

وهناك حالة من الترقب غير مسبوقة لبطولة البوندسليجا التي تحولت لمصدر اهتمام عشاق كرة القدم، حيث دائماً ما كان يأتي الدوري الألماني في المرتبة الرابعة خلف الدوري الإسباني والإنجليزي والإيطالي من حيث المتابعة الجماهيرية والتسليط الإعلامي، لكنه اليوم يخطف الأضواء من الجميع.

بطبيعة الحال لن تلعب المباريات بالشكل الذي اعتدنا عليه، لأنه كما أشرنا سابقاً، ستلعب المباريات خلف الأبواب المغلقة، ومما لا شك فيه أن عنصر الجمهور سيؤثر حتماً على تجربة المشاهدة وعلى اللاعبين أيضاً، لكنه أفضل الحلول المتاحة، ومن أسبوع لآخر سوف نبدأ بالاعتياد عليه.

النقطة الثانية والمهمة أنه سيكون مسموح لكل مدرب إجراء 5 تبديلات وليس 3، وهذا أمر جديد أيضاً وغير مألوف، حيث أقر الفيفا هذا القانون ليقلل من الأعباء البدنية على اللاعبين بعد فترة توقف طويلة، وترك الخيار بيد كل رابطة دوري لتطبيق هذا القانون الطارئ، وكان اختيار رابطة البوندسليجا تطبيقه لأنه سيقلل من الإصابات والإنهاك البدني.

ومن الأمور الأخرى التي قد تبدو غريبة أن البروتكول الذي تم تنسيقه بيه رابطة الدوري الألماني والاتحاد الوطني بالتعاون مع وزارة الصحة ينص على عدم السماح بالعناق والملامسة عند الاحتفال بتسجيل الأهداف، كما تم إلغاء قانون المصافحة بين اللاعبين قبل بداية المباريات، بالإضافة إلى ذلك سيدخل اللاعبين الملعب عبر عدة دفعات وليس مرة واحدة، وآخر شيء يمكن ذكره أن اللاعبين الاحتياطيين مجبرين على ارتداء الكمامات أثناء جلوسهم على دكة البدلاء.

عندما نتحدث عن لقب الدوري الألماني، أول ما يتبادر إلى ذهنك بايرن ميونخ فوراً، وذلك بحكم أنه توج باللقب 29 مرة، متفوقاً على نورنبرج صاحب المركز الثاني بفارق شاسع جداً، حيث يملك الأخير 9 ألقاب فقط، كما أن النادي البافاري حقق اللقب 7 مرات متتالية في الأعوام الماضية.

لكن ليس هذا السبب الذي يجعل البايرن المرشح الأول للتتويج باللقب هذا العام، وإنما لأنه يتصدر سلم الترتيب بفارق 4 نقاط عن غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند، وهو فارق ليس بالسهل تعويضه قبل نهاية الموسم بـ 9 جولات فقط، خصوصاً أننا نتحدث عن فريق يملك جودة أعلى بكثير من باقي الفرق الأخرى، وكان يشهد استقراراً كبيراً في الأسابيع الأخيرة قبل التوقف.

المرشح الثاني هو بوروسيا دورتموند بطبيعة الحال، فإذا تعثر بايرن ميونخ وانخفض مستواه بعد استئناف الموسم، سيكون رفاق ماركو رويس هم الأقرب لخطف اللقب، رغم أنهم يبتعدون بفارق نقطة واحدة عن لايبزيج صاحب المركز الثالث.

ويمتاز بوروسيا دورتموند عن لايبزيج بعدة أمور، أولاً أنه متمرس أكثر بالبطولة، كما أن لاعبيه يملكون خبرة أكبر أيضا، وبعد وصول إيرلينج هالاند، وانفجار أشرف حكيمي، وتألق جادون سانشو الملفت، فهو بلا شك يملك جودة أعلى من منافسه، رغم أن حظوظ لايبزيج حاضرة أيضاً، وربما يصنع المفاجأة مستغلاً الظروف الغير طبيعية التي ستعود بها المسابقة.

أما بالنسبة لبوروسيا مونشنجلادباخ صاحب المركز الرابع وخلف لايبزيج بنقطة واحدة و6 نقاط عن بايرن ميونخ، فحظوظه ضعيفة للغاية لكي يتوج باللقب هذا الموسم رغم أن الفارق مع المتصدر ليس كبيراً، لكن المشكلة أن عليه منافسة 3 فرق يتفوقون عليه بكل شيء حرفياً، ومن الصعب أن نشهد تراجع مستوى البايرن ودورتموند ولايبزيج في نفس الوقت حتى بهذه الظروف الغير اعتيادية.

لا يبدو أن هناك حديث طويل بخصوص سباق الهدافين، حيث أن روبرت ليفاندوفسكي قريب من الفوز بهذا اللقب للموسم الثالث على التوالي، فهو يملك الآن 25 هدفاً، متفوقاً على تيمو فيرنر مهاجم لايبزيج الذي يحتل المركز الثاني بفارق 4 أهداف.

وينحصر الصراع بين ليفاندوفسكي وفيرنر خلال الجولات التسعة المتبقية من البطولة، لأن أقرب لاعب عليهما هو جادون سانشو نجم بوروسيا دورتموند الذي يملك 14 هدفاً فقط.

مما لا شك فيه أن بطولة البوندسليجا هي أول بطولة ستنتهي هذا الموسم باستثناء الدوريات التي تم إلغاءها، وذلك ليس لكونها أول بطولة بدأت بعد فترة التوقف وحسب، فهناك سبب آخر يتمثل في تبقى 9 جولات فقط على نهاية المسابقة، مقابل 11 جولة للدوري الإسباني، و12 جولة للدوري الإيطالي، أما الدوري الإنجليزي تبقى فيه 9 جولات فقط، لكنه لن يستأنف قبل منتصف شهر حزيران القادم، أي بعد شهر من الآن، كما أن هناك مباريات ما زالت لم تلعب من الجولة 29.

وستلعب آخر مباراة في الدوري الألماني يوم الأحد الموافق 28 من شهر حزيران القادم بحسب الجدول الرسمي للمسابقة الذي تم إصداره قبل بضعة أيام، وسيكون أمام بايرن ميونخ ولايبزيج وقت طويل للتحضير لبطولة دوري أبطال أوروبا التي سيتم استئنافها في مطلع شهرآب.

هناك أسباب عديدة تجعل يوليان ناجيلسمان المدير الفني للايبزج أهم مدرب في بطولة البوندسليجا في الوقت الحالي، أولاً لأنه يقدم مستويات ممتازة مع فريقه، وينافس على اللقب لغاية الآن، وكان متصدراً في معظم فترات الموسم.

السبب الثاني والمثير للاهتمام يتعلق بسنه، فهو يبلغ 32 عاماً فقط، ويعد أصغر مدرب في البطولة، ومن النادر أن نجد مدرب بهذا السن يشرف على تدريب فرق مهمة في أوروبا، لكن ناجيلسمان كسر هذه القاعدة، وفرض نفسه كمدرب كبير رغم صغر سنه مقارنة بباقي المدربين، علماً أن هناك بعض اللاعبين في فريقه يكبرونه سناً.

السبب الثالث والأخير الذي يجعل ناجيلسمان أهم مدرب في ألمانيا أن اسمه ارتبط بتدريب العديد من الأندية الكبيرة في الأسابيع والأشهر الماضية، ويعد ميلان الأكثر رغبة بالتعاقد معه هذا الصيف لخلافة ستيفانو بيولي، كما أنه أعلن رفضه تدريب ريال مدريد في صيف 2018 عندما رحل زين الدين زيدان عن الفريق، مبرراً موفقه أنه لم يكن مستعداً لتدريب فريق بحجم الريال في ذلك الوقت.