مع وجود خطر كورونا بالتزامن مع ذكرى وفاته.. هكذا ادى العراقيون زيارة الامام علي بطرق تطبق لأول مرة
محليات | 14-05-2020, 16:46 |
بغداد اليوم-متابعة
نشرت وكالة فرانس برس، تقريرا سلط الضوء على زيارة العتبات الدينية، في ظل جائحة كورونا، التي أصابت أكثر من 3000 مواطن، وأودت بحياة نحو 100 آخرين، فيما اشارت إلى أن المعنيين بهذا الشأن لجأوا إلى اعتماد طرق افتراضية، لتأدية الشعائر الدينية.
وذكرت الوكالة، أن ماهر الربيعي يرفع يداه نحو السماء ويتلو الأدعية، وفي اليد الأخرى هاتفه النقال، مؤديا زيارة مرقد الإمام علي بن أبي طالب في مدينة النجف ، بعدما باتت هذه الطريقة السبيل الوحيد لتأدية الشعائر جراء تفشي وباء كوفيد-19.
وأوضحت، أنه بعدما كان الزوار يطوفون المقامات ويلمسون جدرانه لنيل البركات بحسب معتقدهم، باتوا اليوم بسبب فيروس كورونا المستجد، مرغمين على تأدية "الزيارة الذكية" أي عبر التطبيقات الإلكترونية، على غرار الربيعي الذي لا يبعد منزله إلا مئات الأمتار عن مرقد أول الأئمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية.
واشارت الى أن العراق سجل أول إصابة بهذا المرض قبل نحو ثلاثة أشهر، وكانت في مدينة النجف جنوب بغداد.
وأردفت، أن الربيعي ذو الشاربين الأسودين الكثيفين، يردد وهو يغطي وجهه بيديه "أزورك يا أمير المؤمنين"، مضيفا إليها هذه المرة عبارة "عن بعد"، التي أوصى بها علماء الدين الشيعة عند القيام بالزيارة البديلة عن التواجد في المرقد.
ويؤكد الشيخ علي العتابي، وهو إمام أحد المساجد القريبة من مرقد الإمام علي، لوكالة فرانس برس، أنه "في ظل الظروف الحالية، والحجر الصحي الذي تفرضه الحكومات في العالم، زيارة مراقد الأئمة مقبولة سواء كانت عن قرب أو بعد".
ورأت الوكالة، ان المشهد يبدو غير اعتيادي داخل المرقد الذي يكتظ عادة بالزوار، خصوصا في الأيام الأواخر من شهر رمضان تزامنا مع مقتل علي بن أبي طالب. فقد اختفوا هذا العام مع حظر التجول ووقف الطيران ومنع دخول غير المقيمين إلى محافظة النجف.
ولفتت إلى أن الشوارع التي كانت تعج بزوار عراقيين وخليجيين وإيرانيين وباكستانيين وأوروبيين، لم يعد يسمع فيها سوى صوت العصافير في الشوارع المحيطة، التي تتخذ أعشاشا لها من أغطية أكشاك الباعة المكسوة غبارا بعدما هجرت منذ أسابيع.
وتابعت، أنه وأغلقت الفنادق والمطاعم في النجف ومدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة أيضا أبوابها، وبات أصحابها عاطلين عن العمل، منذ نحو ستة أشهر أصلا، أي قبل تفشي الوباء، جراء الاحتجاجات المطلبية، والأزمة الاقتصادية في إيران التي تعد البلد الرئيسي لزوار المراقد الشيعية في العراق.
ونبهت على أن ذلك يعد ضربة لاقتصاد العراق، إذ تشكل السياحة الدينية 50 في المئة من إيرادات البلاد غير النفطية.
ويتحسر نعمان السعدي الذي لم يستطع هذا العام وللمرة الأولى أداء مراسم الزيارة، قائلا: "أحلم بزيارته لأننا الشيعة نزوره مساء كل يوم من أيام شهر رمضان، اليوم لا يمكنني رؤيته إلا من بعيد عبر هاتفي".
هاتف وتلفزيون
وأردفت الوكالة، أنه بالإضافة إلى البث المباشر عبر قنوات التلفزيون الشيعية على مدار الساعة، والتطبيقات التي تؤمن عرض صور الضريح، وفرت السلطات الدينية المسؤولة عن المراقد الشيعية رقم هاتف مجانيا لجميع العراقيين كي تتسنى لهم الزيارة.
وأوضحت أن المتصل يستمع بالهاتف إلى عبارة مسجلة بصوت رجل يقول "السلام عليكم، أهلا وسهلا في زيارة الإمام علي"، ليمنح بعدها المتصل دقيقة تقريبا لأداء الشعيرة التي تردد عادة عند مدخل المرقد.
وتابعت: في غضون ذلك، تستمر كوادر مسؤولة عن تأمين ومواصلة خدمة الاتصال والإنترنت أو عمل كاميرات متعددة في المرقد، في عملها في غرفة خوادم الاتصالات.
واشارت الى أنه يساعد هؤلاء على توفير فرص لكثير من المسلمين الشيعة، خصوصا خلال شهر رمضان، أداء واجباتهم و"مستحباتهم" الدينية دون التعرض لخطر فيروس كورونا، الذي أصاب نحو ثلاثة آلاف عراقي وأودى بحياة أكثر من 110 أشخاص، وفقا لإحصاءات وزارة الصحة.
واختتمت بالاشارة الى أن المسؤولين عن هذه الزيارة الافتراضية، يواصلون العمل بجهود كبيرة، إذ إن السلطات العراقية لا تنوي حاليا إعادة فتح أبواب المراقد الدينية، في سابقة لم تشهدها البلاد حتى في أيام الحروب الشرسة التي مرت على البلاد.