بغداد اليوم - بغداد

اجراءات وقائية عديدة اتخذتها الحكومة العراقية للحد من تفشي وباء كورونا ومن بينها اغلاق جميع المطارات وتعليق الرحلات الجوية مع بقية الدول باستثناء الرحلات الاستثنائية لعراقيين راغبين بالعودة والذين شكل طلبهم للعودة تحدياً ادى لاستنفار 3 وزارات هي الخارجية والنقل والصحة.

(بغداد اليوم) اجرت عدة لقاءات مع المواطنين العائدين الى ارض الوطن لمعرفة صور المصاعب والمعاناة التي واجهتهم اثناء السفر، واماكن الحجر التي توجهوا اليها بعد استقبالهم في مطار بغداد والفحوصات التي اجريت لهم.

الشك في مسافر واحد يحجر الجميع

لينا الفرحاني عادت لمحافظة الديوانية قادمة من القاهرة حيث كانت تكمل شهادة البكلوريوس في الطب تحدثت لـ (بغداد اليوم)، انه "بسبب فيروس كورونا ولتفشي المرض في مصر منحنا اجازة لغاية شهر حزيران، التزمنا مساكننا حتى صدر قرار من خلية الازمة العراقية يقضي بعودة العراقيين الراغبين بالعودة لبلادهم وهنا تم تحديد فئة كبار السن والمرضى، وبعد مناشدات ومطالبات عديدة الحق الطلبة الراغبين بالعودة ضمن الرحلات الاستثنائية".

واضافت، "في الرابع عشر من نيسان الحالي توجهنا من مطار القاهرة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية وقد التزمنا بلبس معدات الوقاية داخل الطائرة، وصلنا لمطار بغداد الدولي وقسمنا لمجاميع، اجري لنا فحص درجات الحرارة ومن ثم اخذت عينات من الدم لجميع المسافرين العائدين لمعرفة نسبة كريات الدم البيض، حيث يزداد عددها لو وجد هنالك اية اصابة، وحسب ما ابلغنا فانه لو تم حصول اي شك حسب التحاليل فسيتم حجر الجميع، لكن كانت جميع النتائج سليمة".

وتابعت، "اخذت معلومات مفصلة من كل العائدين ومن ثم سمح لهم بمغادرة المطار باتجاه منازلهم، على طول الطريق واي سيطرة امنية تواجهننا كنا نتعرض لاجراءات فحص لدرجات الحرارة حتى وصلت محافظتي الديوانية".
وقالت "في اليوم التالي حضر فريق صحي لمنزلي وابلغنا بان اسماء الوافدين عممت على المراكز والفرق الصحية ولابد من اجراء فحوصات دورية مع ضرورة الالتزام بالحجر المنزلي، وقعت على تعهد بالالتزام بذلك، وابلغوني بان هنالك زيارات للمتابعة ستتم وفعلا حضروا صباح اليوم، وحاليا احجر نفسي في غرفة داخل منزلي وابتعد عن الاختلاط مع عائلتي بالرغم من صعوبة ذلك".

كورونا يفرق العائلة
أما حيدر كاظم الغزالي هو الاخر طالب دراسات عليا عاد لمحافظة النجف قادما من بلاروسيا، تحدث لـ (بغداد اليوم)، بالقول إنه "عاد قبل يومين لمحافظة النجف عبر مطار بغداد الدولي قادما من بيلاروسيا، حيث كنت هنالك في رحلة دراسية وبسبب تفشي فيروس كورونا توقفت الدراسة، ولاغلاق المطارات وايقاف الرحلات بقينا عالقين، لكن في الرابع عشر من نيسان عدنا للعراق عبر مطار بغداد الدولي وخضعنا لاجراءات فحص، وبلغنا بحجر منزلي اجباري ومنذ يوم امس وانا اخضع نفسي لهذا الحجر".

واشار الغزالي الى ان "هناك امرا مزعجا يواجهه وهو ابتعاده بصورة اجبارية عن اهله بالرغم من فترة ابتعاده السابقة عنهم بسبب السفر، الا ان الحجر الحالي ولخوفه عليهم منعه من التواصل المباشر والجلوس معهم كاجراء وقائي".

الصحة تدلي بموقف

وتقول مدير عام صحة الديوانية لمياء الحسناوي لـ (بغداد اليوم)، ان "العائدين من السفر يتم ارسال اسمائهم وعناوينهم لصحة المحافظة وبدورنا نوزع المهام حسب مناطق السكن فترسل فرقا صحية لكل عائد، اولا ترشده لضرورة الالتزام بالحجر المنزلي وعدم الخروج والاختلاط، وهنالك استمارات يجب ان تدون فيها المعلومات الهامة".

وأضافت، "كذلك اجراء عمليات فحص دورية لمعرفة درجات الحرارة ومتابعة اي اعراض قد تظهر، ويكتب العائد تعهدا بالالتزام بكل هذا مع ابلاغ الجهات الصحية باي عارض قد يظهر".

وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت وزارة النقل في بيان تلقت (بغداد اليوم) عودة 160 عراقياً كانوا عالقين في الاردن .

وكشف وزير الخارجية محمد علي الحكيم، أمس الاربعاء، عدد العراقيين العائدين عبر الرحلات الاستثنائية، فيما بين أنهم قدموا على متن 27 رحلة جوية وبرية من 11 بلداً حول العالم.

وقال الحكيم، في تغريدة على حسابة الرسمي، بموقع "تويتر"، أنه "بجهود العاملين المخلصة في وزارات الخارجية والنقل والصحة وسلطة الطيران، تم اعادة (5652) مواطنا عراقيا في (27) رحلة جوية وبرية من (11) بلد من بلدان العالم".