بغداد اليوم _ بغداد 

يستمر العراق بالتأثر يوما بعد آخر بالازمات المتلاحقة داخلياً وخارجياً، وذلك بالتزامن مع انخفاض أسعار النفط العالمية، وحظر التجوال المفروض بسبب تفشي فيروس كورونا، الذي قيد حركة القطاع النفطي والاسواق المحلية مسبباً حالة من الركود والخسائر، كاشفاً بذات الوقت عن سوء تخطيط لمواجهة المستجدات والطوارئ وفقاً لما يراه مراقبون.

خسائر نفطية

انخفضت أسعار خام برنت هذا الأسبوع إلى 26 دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ عام 2003، بعد تضرر الطلب العالمي على النفط من بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد وحرب الأسعار بين المنتجين الرئيسيين السعودية وروسيا.

ويقول الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن المشهداني، إن "خسائر العراق من النفط تصل إلى 3 مليارات دينار يومياً، خاصة وأن اسعار نفط برنت وصلت الى 26 دولار، والعراق يبيع البرميل بسعر 24 دولار".

وأضاف المشهداني، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "احصائية سابقة تحدثت عن خسائر بقيمة 88 مليون دولار وذلك بسبب تعطل القطاع العام والخاص،جراء المخاوف من انتشار  فيروس كورونا"، مؤكداً أن "الحكومة لا تمتلك خيارا غير منع التجوال كاجراء احترازي بسبب خطورة الوباء".

خسائر مادية تفصح عن سوء تخطيط

وطالب وزير الصحة، جعفر صادق علاوي، اليوم الخميس، بتشديد اجراءات حظر التجوال على سير المركبات في العاصمة بغداد والمحافظات، فيما ناشد القوات الأمنية بالتعامل بحزم وقوة مع من يحاول كسره.

وعن الآثار المترتبة على حظر التجوال في البلاد، تقول عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان، ندى شاكر جودت، إنه " لا يمكن مقارنة الخسائر المادية مع خسائر الارواح، في وقت يعيش العالم فترة وباء مميت وعطلت دول العالم اسواقها للتقليل من الخسائر".

وبينت جودت في حديث لـ(بغداد اليوم)، أن " حظر التجوال أمر مهم  لحماية الارواح، ولا فائدة من فتح الاسواق وتسيير عجلة الاقتصاد مقابل أن نخسر ارواحا لاتقدر بأي قيمة وقد ينتشر الوباء على نطاق اوسع".

وتابعت عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان، أن "الخسائر المادية في القطاع الاقتصادي على جميع المستويات الخاصة والعامة، إضافة إلى خسارة الوظائف، بالتزامن مع انهيار اسعارالنفط"، مشيرة الى ان "العراق هو الاكثر تأثرا لان قاعدته الاقتصادية هشة وتعتمد على النفط فقط بسبب سوء التخطيط".

ويعتبر العراق ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك ويصدر عادة حوالي 3.5 مليون برميل يوميا، وقد اعتمدت مسودة ميزانية 2020 على سعر متوقع قدره 56 دولارا للبرميل، ومع انخفاض الأسعار، سينخفض صافي دخل العراق بنسبة 65 في المائة في عام 2020 مقارنة بالعام الماضي.

التخطيط تلاحق أرقام الخسائر

مع استمرار حظر التجوال، سجل العراق، اليوم الخميس، 11 إصابة جديدة بفايروس كورونا في بغداد وعدد من المحافظات، فيما طالبت وزارة الصحة المواطنين بالالتزام الحتمي بإرشاداتها وتوجيهاتها فيما يخص الحماية الشخصية والمجتمعية منعاً من انتقال المرض على نطاق اوسع.

يقول المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، لـ(بغداد اليوم)، أن "فرض حظر التجوال في البلاد اجراء احترازي ستترتب عليه تداعيات تتعلق بالاعمال وفقدان مصادر عيش المواطنين، لكن الاهم من ذلك هو المحافظة على حياة الناس".

وأكد  الهنداوي، أنه "ليس من السهولة الحديث عن أرقام الخسائر التي يتعرض لها الاقتصاد العراقي خلال حظر التجول وغلق الاسواق، ولكن بالتاكيد ستنجم عنه تداعيات اقتصادية بسبب ايقاف عجلة الحياة".

وفقاً لبيان وزارة الصحة الأخير، فإن المجموع الكلي للإصابات بفيروس كورونا في العراق بلغ 177 حالة، بيمنا بلغت حالات الشفاء 49، والوفيات 12، في وقت مايزال الحظر مستمرا على التجوال وتوقف أغلب انشطة القطاع الحكومي والخاص.