ما لم يفعله الإرهاب.. الوقاية من كورونا تغير "عادات" العراقيين
محليات | 1-03-2020, 18:00 |
بغداد اليوم-متابعة
نشر موقع اخباري عربي، تقريرا سلط الضوء عبره، الى المخاوف التي يتسبب بها فيروس كورونا، والتي أدت بالعراقيين الى تغيير سريع في نمط حياتهم الاجتماعية، والتي لم تغيرها ظروف استثنائية مرت بها البلاد طيلة الخمس عشرة سنة الماضية.
وذكر موقع 21 عربي ، أن العراقيين يمتازون، وخاصة في القرى والأرياف الغالب عليها الطابع العشائري، باحترامهم للعادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين، سواءً المتعلقة بالأفراح والأحزان، أو المناسبات الدينية والعامة.
وأشار الى أن تلك العادات والتقاليد لم تتغير خلال السنوات الخمس عشرة الماضية بظروفها الصعبة، لاسيما في مرحلة تنظيم القاعدة، وبعدها الاقتتال الطائفي، ثم مرحلة تنظيم داعش.
مصلحة جماعية
ونقل الموقع عن الشيخ خليل الإبراهيمي، أحد شيوخ عشائر "بني تميم" في بغداد، قوله: "بفضل الإنترنت صار الجميع يدرك خطورة الوضع الصحي جراء فيروس كورونا".
وأضاف: "ومن ثم فإن الجميع قدّر أن الاستمرار بالتقاليد والعادات العشائرية أو حتى الشعبية في قضية الزيارات وتنظيم الاحتفالات الجماعية والحضور في مجالس العزاء صار له ضرر كبير على المجتمع".
وشدد الإبراهيمي على أن "مصلحة المجتمع تعلو على التقاليد والعادات، ولأن إمكانيات العراق الصحية غير قادرة على احتواء الفيروس في حال تفشيه، فقد صار واجبا علينا كشيوخ عشائر أن نفكر بمصلحة المجتمع".
وأردف: "لذا قررنا التقليل من التجمعات العامة لأي ظرف كان، حتى لا نكون طرفا في انتشار الفيروس القاتل".
ونبه الموقع على ان قبائل في محافظة المثنى، قررت "تجميد" عادة التقبيل في المناسبات، والاكتفاء بالمصافحة منعًا لانتشار "كورونا".
ولفت الى أنه عادة ما ينتقل "كورونا" من شخص إلى آخر أثناء فترة حضانة الفيروس، البالغة 14 يوما، عبر الرذاذ الملوث، أو الأيدي الملوثة، أو السطوح الملوثة بالفيروس.
إقبال على الكمامات
ووفقا لحمدي جميل، وهو صيدلاني (48 عاما) في منطقة بغداد الجديدة، فإنه منذ الإعلان عن تسجيل أول إصابة بالفيروس في العراق، الأسبوع الماضي، تشهد الصيدليات إقبالا كبيرا لشراء أقنعة التنفس الواقية والمطهرات ضد البكتيريا والفيروسات، رغم أن أسعارها تضاعفت.
وأضاف جميل أن "أقنعة التنفس الواقية لم تكن في أي وقت ضمن اهتمامات العراقيين، أما اليوم فهي الأساس؛ لأنهم يعتقدون أنها توفر الحماية لهم حال خروجهم للأسواق أو الأماكن العامة".
وتابع: "المشكلة أن هذه المنتجات كانت قليلة؛ لأنها لم تكن مهمة قبل شهر، وبالتالي تضاعف سعرها 10 مرات؛ بسبب شحها (قلتها)، واستيرادها من الخارج بشكل عاجل".
العائدون من إيران
وذكر الموقع، أن الإعلان عن ارتفاع حالات الوفاة والإصابة بـ"كورونا" في إيران المجاورة، دفع آلاف العراقيين، ممن كانوا في رحلات علاجية أو سياحية دينية، إلى العودة من إيران عبر المنافذ الحدودية، وسط إجراءات طبية "بسيطة" في المنافذ البرية والمطارات.
وقال منشد الطائي، العامل في منفذ "المنذرية" الحدودي مع إيران بمحافظة ديالى، إن "المنفذ يشهد توافد نحو ثلاثة آلاف مسافر يوميا عائدين من إيران إلى العراق".
واستطرد: "لا نمتلك أماكن كافية لحجز 3 آلاف شخص يوميا، ونكتفي بالفحص المتوفر لمعرفة ما إن كان الشخص مصابا أم لا.. وفي حال الشك في إصابة شخص ما يتم حجزه".
وأضاف الطائي أن "المشكلة هي أن أعراض هذا المرض لا تظهر على المصاب لمدة أسبوعين، وهنا تكمن خطورة دخول العوائل العراقية القادمة من مختلف المدن الإيرانية".
واحتشد المئات من أهالي ديالى، الأسبوع الماضي، أمام منفذ "المنذرية"، مطالبين بإغلاقه؛ خوفا من انتشار "كورونا".
وقررت السلطات العراقية، الأربعاء الماضي، تعليق الدراسة في الجامعات والمدارس، وإغلاق مراكز التجمع العامة لمدة 10 أيام، ومنع سفر المواطنين إلى تسع دول، هي: الصين، إيران، اليابان، كوريا الجنوبية، تايلاند، سنغافورة، إيطاليا، الكويت والبحرين.. باستثناء الوفود الرسمية والأجنبية والهيئات الدبلوماسية.