’’بعثيون ام مجاميع مسلحة ام المخابرات الامريكية’’..من قصف اكبر سفارة لواشنطن بعمق بغداد؟
سياسة | 28-01-2020, 20:22 |
بغداد اليوم - بغداد
اثار قصف السفارة الامريكية بعدد من الصواريخ، ليلة الاحد الماضي، الكثير من علامات الاستفهام حول الجهات التي تقف وراء هذه الاعمال، خصوصا وان القصف الأخير أدى الى (إصابة واحدة)، بحسب بيان للخارجية الامريكية التي استهجنت القصف الذي طال سفارتها بشكل غاضب، متهمة جهات ’’إيرانية’’ حسب وصفها بالوقوف وراء الاستهداف المتكرر للسفارة.
وبعد ساعات من قصف السفارة الامريكية، امر رئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي، القوات الامنية بالبحث والتحري لمنع تكرار الاعتداء على السفارة الامريكية في بغداد.
كما استنكر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها السفارة الأميركية وسط بغداد، عادًّا هذه الحوادث وأمثالها اساءة للدولة العراقية، وقال الحلبوسي إن "القصف الصاروخي المتكرر الذي تتعرض له السفارة الأميركية وسط بغداد أمرٌ مرفوض، وتصرف يسيء لسمعة العراق ويضعف الدولة ويمس بسيادتها، فضلا عن أنه عمل يتنافى مع الأعراف والاتفاقيات الدولية"، ماضيا بالقول أن "أي اعتداء على أية ممثلية أجنبية يعد اعتداء على كيان الدولة العراقية وهيبتها، وعلى الأجهزة الامنية أن تأخذ دورها بملاحقة الخارجين عن القانون والكشف عن الجهات التي تقوم بهذه الاعتداءات".
وسارعت فصائل في الحشد الشعبي، بالتبرؤ من استهداف السفارة الامريكية، مؤكدة أن فصائل المقاومة استغنت عن صواريخ "الكاتيوشا" المستخدمة في الهجوم، ، معلنين انهم غير معنيين باستهداف البعثات الدبلوماسية في العراق لانه أي استهداف لها يمثل حرجاً للحكومة العراقية.
اما الحشد الشعبي، الذي اتهم بالوقوف وراء القصف من قبل وسائل اعلام عربية ودولية، فقد نفى وعلى لسان معاون نائب رئيس هيأة الحشد الشعبي، أبو علي البصري، علاقة تشكيلات الحشد الشعبي، بالجهات التي استهدفت السفارة الأميركية في بغداد.
وعلى الصعيد السياسي، فقد قال رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، إن قصف السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد يستهدف إعاقة رحيل القوات الأجنبية من البلاد، معلناً رفضه الاعتداء على مقر السفارات والبعثات الدبلوماسية الاجنبية في العراق"، فيما أكد زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، ان استهداف السفارة الأمريكية في بغداد يزيد احتمالات تحول العراق إلى ساحة للصراع.
حكومة إقليم كردستان، كان لها موقف ايضاً من استهداف السفارة، فقد حذر رئيس اقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، من تكرار استهداف السفارة الامريكية في العاصمة العراقية بغداد، وقال في بيان تلقته (بغداد اليوم)، إن "هذه التصرفات خطر حقيقي على أوضاع واستقرار ومصالح العراق، وتكرارها واستمرارها سيخلف آثاراً سلبیة على البلد".
واتهمت جبهة الإنقاذ والتنمية التي يترأسها اسامة النجيفي، ما اسمتها بـ ’’ميليشيات منفلتة’’ بقصف السفارة الأمريكية، مؤكدة انه يجب أن لا يمر الفعل دون محاسبة، وأشارت الى أن النجيفي اجرى اتصلا هاتفيا مع ماتيو تولر سفير الولايات المتحدة الأميركية في العراق، حيث عبر النجيفي عن استنكاره لاستهداف السفارة من قبل فئة ضالة تعمل ضد مصلحة العراق وتحاول باستماتة أن تجعل من البلد ساحة للصراع".
وفي السياق ايضاً، رجح القيادي في منظمة بدر، معين الكاظمي، وقوف طرفين وراء استهداف السفارة الامريكية في بغداد من اجل خلط الاوراق وجر البلاد الى الحرب مع واشنطن، مشيرا الى ان الطرف الاول المستفاد من ضرب السفارة الامريكية، هم الامريكان نفسهم، اما الطرف الثاني قد يكون مرتبط بتنظيمات إرهابية، لها صلة بتنظيم القاعدة، يحاولون اثارة مثل هكذا قضايا من اجل الابقاء على الوضع غير المستقر سياسيا بين بغداد وواشنطن".
وفي الاثناء، اتهم القيادي التركماني، جاسم محمد جعفر، ان مجاميع تنتمي لحزب البعث المحظور، واطراف سنية، بقصف السفارة الأميركية بدفع خليجي، مبينا ان “الغرض من العملية هي زيادة الاحتقان والتوتر بين فصائل المقاومة والجانب الأميركي”.
وانبرى عدد من المحلين والخبراء في الشأن الأمني، لتحديد من يقف وراء ضرب السفارة الامريكية، فقد رجح رئيس مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية، هاشم الكندي، تدبير واشنطن للهجوم الأخير الذي استهدف سفارتها وسط العاصمة بغداد.
وقال الكندي في حوار تلفزيوني، إن "المقاومة الإسلامية في العراق لم تطلق اية صواريخ على أي هدف أميركي في العراق، وهي لا تخفي شيئاً بخصوص ذلك"، مشيراً إلى أن "فصائل المقاومة اذا اطلقت صاروخا ستعلن عنه وتتشرف بذلك، ولو كانت قد ضربت مؤخرا لاعلنت عنه".
اما الخبير بالشأن الأمني هشام الهاشمي، فقد اكد عبر تغريدة له على ’’تويتر’’، ان اخطر ما في استهداف السفارة الامريكية ليلة 27 كانون الثاني 2020، هو كسر قيود خطاب مليونية يوم 24 والذي تبناه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مشيرا الى ان المعطيات تؤكد ان الفاعلين هم مفرزة من (القوة الصاروخية)، التي تتبع احد الفصائل المسلحة الشيعية، حسب كلامه.
وأمام ما طرح من معلومات وأتهامات تؤكد مصادر أمنية رفيعة لـ ( بغداد اليوم ) ان الحادثة قد تكون من تدبير مجاميع مسلحة تهدف لاحداث وقيعة بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية ممثلة بالحشد الشعبي مشيرة الى ان قيادات الحشد أكدت مراراً وتكراراً التزامها بمنع التصعيد والالتزام بقرار الدولة السياسي الرافض لأي تصعيد.