بغداد اليوم- ديالى

تشكل العشوائيات في بعقوبة مركز محافظة ديالى مشكلة معقدة ولدت منذ 2003، ولاتزال قائمة دون اي حلول تلوح بالأفق رغم تداعياتها الامنية والمجتمعية معا، وهي تمثل نتاج تراكمات واخطاء حكومية خلق مجتمع يسكن ما يسميها الكثيرين بأزقة الاموات في تعبير عن قسوة حياتهم وبؤسها، في ظل انعدام شبه كامل للخدمات الاساسية.

وقال قائممقام قضاء بعقوبة عبدالله الحيالي في حديث لـ (بغداد اليوم)، إن "بعقوبة تضم عدة عشوائيات سكنية برز وجودها بعد 2003 وتوسعت بشكل كبير في السنوات التي اعقبت فترة الفوضى الامنية بعد 2006، لتتحول الى ازقة كبيرة تحتضن حاليا اكثر من الفي عائلة".

واضاف الحيالي، أن "حلول ملف العشوائيات مرهون بيد الحكومة المركزية، لأنه معقد ويحتاج الى تدابير وقدراته الحكومة لان عدد العوائل كبير جدا"، مؤكداً أن "ازالة العشوائيات مؤجل الى اشعار اخر باستثناء الاراضي المخصصة لبناء مؤسسات او مشاريع حكومية فان امر ازالتها لا يمكن ايقافه".

وأشار الى ان "تقديم الخدمات للعشوائيات صعب في ظل الضوابط والتعليمات لأنها تعتبر أراضي مُتجاوز عليها وفق القانون"، لافتا الى ان "العشوائيات مصدر قلق أمني ومجتمعي في آنٍ واحد، لأن بناءها عشوائي جدا ووضعها معقد جدا".

 وبين عبد الرزاق خالد (ابو صابر) وهو مسن سبعيني، ان "ازقة العشوائيات هي بالأحرى ازقة الأموات ونحن نعيش في كوخ دجاج وليس منزل بشر لصغر حجمه".

وأضاف خالد، أن "اغلب سكنة العشوائيات هم من المهجرين والنازحين والفقراء، اي انهم شريحة غضب عليهم القدر والاعيب الساسة ليدفعوا الثمن في العيش بمناطق تخلو من الخدمات".

اما عبدالله حسين ماضي، وهو نازح منذ 5 سنوات ويسكن عشوائية قال "نحن بيتزا الساسة، في اوقات الانتخابات لا يفارقوننا يوما، وتنهال علينا الوعود من كل صوب لإنقاذنا من واقعنا المزري، لكن ما ان تنتهي الانتخابات حتى ينسى الساسة وعودهم ونعود لحياتنا الصعبة".

واضاف ماضي، أن "العيش في العشوائية يوم واحد يعادل سنة من حياة الاخريين"، لافتا الى "المظلومية اعتدنا عليها ولم نعد بان هناك تغير في وضعنا وأصبحنا نعرف عندما يأتي الساسة بأنهم يسرقون اصواتنا مقابل وعود، ومع ذلك لم نعد نصرخ لان صوت الانين مات في قلوبنا".

وكانت ديالى مرت بعد 2003 بسلسلة احداث مهمة دفعت الى بروز ما يعرف بالمهجرين ومن ثم النازحين نتيجة الاضطرابات الامنية وبروز المجاميع المتطرفة واعمال العنف الطائفية خاصة في سنوات الدم بين 2007-2009.