مستشار بارزاني: القوى المتنفذة تحاول تدوير ’’ممارسة’’ أطاحت بعبد الكريم قاسم لوأد تظاهرات العراق
سياسة | 16-12-2019, 12:53 |
بغداد اليوم-متابعة
رأى كفاح محمود، مستشار رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، أن من وصفهم بـ"القوى المتنفذة" تحاول تدوير الممارسة الانقلابية ذاتها التي حدثت في شباط 1963، وانتهت بالإطاحة بعد الكريم قاسم، لوأد الاحتجاجات التي تجتاح العاصمة بغداد، وعدد من المحافظات الوسطى والجنوبية.
وقال محمود، في مقال نشره على موقع "ايلاف" الاخباري، إنه "منذ اندلاع الحملة الاحتجاجية الإصلاحية في العراق أوائل أكتوبر الماضي، والأحزاب السياسية الحاكمة وخاصة الدينية وبقايا القوى الشمولية ومخلفات التنظيمات الإرهابية، تبتكر أنواعا من وسائل الاختراق أو ركوب الموجة لتغييرها من الداخل أو احتوائها".
وأضاف: "حينما فشلت في معظمها نزل القناص ليزرع الرعب والموت كي يتوقف الآخرين، لكن الأمور لم تكتمل كما اشتهتها قيادات تلك الأحزاب أو مسؤولي دوائر أمنها، فاستمرت وتيرة التظاهر والاحتجاج بابتكارات جديدة لم تتعدَ سلميتها بل ومدنيتها المتحضرة، التي اعتمدت أنواعا من الفنون الإبداعية كالرسم والغناء وحلقات الشعر وحملات التنظيف للشوارع والأزقة والأنفاق، مما ابهر أولئك الواقفين على الحياد ليتم ضمهم إلى تلك الحملات الاحتجاجية الناعمة".
واردف: "ورغم مئات من القتلى وآلاف من الجرحى إلا أنها لم تنتج أي رد فعل للعنف المضاد، مما دفع أولئك الذين استهدفتهم الحملة الفراتية والجنوبية والبغدادية إلى تدوير ممارسة سابقة تعود إلى أكثر من ربع قرن مضى، لاختراق واحدة من أرقى التظاهرات".
وبين أن التظاهرات "في أروع صورها وأجمل لوحاتها التي امتزج فيها لون الدماء مع دموع الثكالى وألوان تلك اللوحات التي زينت شوارع وأنفاق بغداد تعبيرا عن رفض هذا النمط المتخلف من الحياة الذي فرضته أحزاب ظلامية شوهت المبادئ السامية للأديان والمذاهب وحولتها إلى دكاكين سياسية حق عليها القول".
وأكمل محمود قائلا: "حينما وقع انقلاب شباط 1963 ضد الزعيم عبد الكريم قاسم وجمهوريته، كان الزعيم في مقره بوزارة الدفاع، ورفض مغادرتها مما دفع المئات من مؤيديه إلى التجمع حول مبنى الوزارة لإظهار التأييد له والدفاع عنه، ودارت معركة قاسية بينه وبين الانقلابيين الذين حاولوا الاندساس بين مؤيدي الزعيم، رافعين صوره الشعارات ذاتها، حتى تمكنوا من اختراق صفوفهم واقتحام وزارة الدفاع"، مضيفا: "إلا أن الزعيم نجح في الخروج منها واللجوء إلى قاعة الشعب بعد انتهاء معركة وزارة الدفاع لصالح القطعات العسكرية المُحاصرة لها، ولكن تم اعتقاله في صبيحة التاسع من شباط واقتياده إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون وإعدامه هناك".
وفيما لفت إلى أن "مقولة التاريخ يعيد نفسه، تعود بصيغة أخرى"، اقتبس من الكاتب الاورغواني ادواردو غاليانو، قوله إن "التاريخ لا يقول وداعاً، التاريخ يقول سأراكم لاحقا".
وأوضح، ان "القوى المهيمنة على كرسي الحكم، ومن ماثلهم في النهج الشمولي من بقايا النظام السابق ومخلفات التنظيمات الارهابية، وبعد سقوط حاجز الخوف واختراقه من قبل المنتفضين، وانهيار تلك القدسية المصنعة خصيصا لديمومة حكم الفاسدين المتخلفين، وتبخر ما يسمى بهيبة الادعاء بحكم الله ووكلائه على الأرض، تحاول تدوير الممارسة الانقلابية ذاتها التي مارسها انقلابيو شباط 1963، لوأد الاحتجاجات التي بدأت تنجز تغييرا اجتماعيا أفقيا وسياسيا عموديا، بشتى الأساليب لتشويهها وإسقاطها".
واختتم قائلا: "حقا التاريخ لا يغادرنا بل يلاحقنا بمسميات جديدة".