آخر الأخبار
قضاء الهارثة.. دماء التلاميذ "ثمنا" لتحرير العراق من داعش واقامة خليجي 25 ! "لم يحصل منذ 40 عامًا".. منخفض ممطر نهاية شهر نيسان في العراق مقتل الوالي والدكتور.. الامن النيابية تكشف تفاصيل ضربة "حمرين" تعطيل الدوام الرسمي في العراق الأربعاء من الاسبوع المقبل بالوثيقة.. فصل مدير مالية الوقف السني بعد تورطه بقضية شراء فندق رمادا

أنقذ أطفالًا وشاهد غرق صاحبه.. أشهر منقذي ضحايا العبّارة يروي قصته لـ"بغداد اليوم"

محليات | 25-03-2019, 12:58 |

+A -A

بغداد اليوم _ الموصل

رغم الأسى والحزن الذي لف جميع العراقيين على حادثة غرق عبّارة جزيرة الموصل السياحية في نهر دجلة، ووفاة أكثر من 100 شخص غالبيتهم نساء وأطفال كانوا على متنها، ظهر يوم الخميس 21 آذار الجاري، الا أن مشاهد مصورة تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر شبابا وهم يخاطرون بحياتهم، لإنقاذ من يُمكن إنقاذه حيا، وانتزاع الأطفال والنساء، من الموت بفعل تيار المياه الجارف، أثار مشاعر الفخر والاعتزاز بـ"النخوة العراقية".

واحد من هؤلاء، هو خليل خلف الجبوري، الشاب الذي ظهر في مقطع مصور، وهو ينزع ملابسه على حافة جسر قريب من مكان الحادثة، منتظرا أن يمر في النهر امامه من يصارع الغرق فيقفز لإنقاذه، وهو ما حصل فعلا، كما أظهر المقطع. وقيل أن هذا الشاب يعمل في الجزيرة السياحية، لكن الأمر ليس كذلك كما يُبين في حديثه لـ(بغداد اليوم)، التي التقه في الموصل.

ويقول خليل، وهو من أهالي قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين، ويدرس في جامعة الموصل، إنه "خرج قبل ساعات على وقوع الكارثة، مع أصدقائه للتنزه في ضفة نهر دجلة المقابلة للجزيرة السياحية، مستقلين ذات العبّارة التي غرقت بعد ساعتين من ذلك".

وهم جالسون على الضفة، شاهد خليل ورفاقه العبّارة المحملة بأكثر من 200 شخصا، غالبيتهم نساء وأطفال، تهتز بعنف، فوقفوا مذهولين من هول المشهد، الذي أكتملت مأساويته بإنقلاب العبّارة ومن عليها.

 "انا سباح جيد، ولذلك نزلت بسرعة الى النهر دون تفكير.. انقذت طفلين فقدا امهم التي غرقت، وبعدها تمكنت من انقاذ رجلين كبيرين في السن، وتوجهت لغيرهم"، يقول خليل، مبينا أن "مجموع من تمكنّ من انقاذهم بلغ 11 شخصا، معظهم أطفال، قبل أن يصيبه التعب وتؤذيه برودة الماء، الذي صارع تياره لمدة ساعة وربع لإنجاز ما كّلف نفسه به".

"لم يبق أحياء في النهر، أكثر الموجودين كانوا قد فارقوا الحياة"، يتابع الشاب الذي حظي بإعجاب واشادة كل من شاهد لحظة ارتماءه في دجلة، مستذكرا، والحزن باديا على وجهه "شابا كان قد نزل معه لنفس الغرض، لكنه غرق بعد أن تمسكت به عجوز كبيرة في السن، ليغرقا معا، بعد أن اخذ منه التعب مأخذا كبيرا، وإنقاذه لـ4 أشخاص".

وحتى الآن، تواصل فرق الإنقاذ البحث عن جثث غرقى لاتزال مفقودة، فيما جرفت المياه بعض الجثث الى مناطق بعيدة عن مكان غرق العبّارة.

وعلى خلفية الحادثة، أعلن رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، مساء يوم الخميس، اثناء تواجده في الموصل، الحداد العام في جميع انحاء البلاد، وسفارات وممثليات العراق في الخارج لمدة 3 أيام، فيما وجه بإجراء تحقيق يتضمن كشفا بالمسببين لـ"تأخذ العدالة مجراها"، وتشكيل خلية أزمة لتمشية المهام التنفيذية في نينوى، الحقه بتقديم طلب الى البرلمان لإقالة المحافظ نوفل العاكوب ونائبيه، وهو ما تم فعلا، خلال جلسة مجلس النواب أمس الأحد.